ماذا يريد الأقباط المعتصمون أمام ماسبيرو؟ وإلى متى يستمر إغلاق شارع الكورنيش الحيوى وتعطيل المصالح العامة والخاصة من جراء هذا الاعتصام؟
حكومة الدكتور شرف اتخذت الإجراءات اللازمة للتعامل مع أحداث إمبابة وما نتج عنها من جرائم ومخالفات ، فهناك لجنة فاعلة لتقصى الحقائق ومتهمون بالتحريض والعدوان على الكنائس والأهالى، تجاوز عددهم مائتين وخمسين ،تم القبض عليهم وإحالتهم للنيابة المختصة للتحقيق ، وهناك أيضاً اتجاه من الحكومة لتجاوز "أزمة إمبابة" وأسبابها إلى التعرض مباشرة لما يعانى منه الأقباط من إهدار للحقوق، وتجلى ذلك بوضوح فى البيان الصادر منذ أيام عن مجلس الوزراء ،بتحريك القانون الموحد لدور العبادة واقتراح مشروع قانون يجرم كل أشكال التمييز ،بالإضافة إلى فتح الكنائس المغلقة، وهى أمور لم تكن وثيقة الصلة بأزمة إمبابة أو فتاة إدفو التى دفعت عدداً من الأقباط للاعتصام وقطع الطريق أمام ماسبيرو.
نعود للسؤال الأول مجدداً؟ ماذا يريد الأقباط المعتصمون إذن؟ مطالبهم المعلنة تتمثل فى محاسبة الجناة والمتهمين فى أحداث إمبابة ومنع تكرار ما حدث.. جميل، ألم تتحرك السلطات فى هذا الاتجاه وزادت عليه بترميم الكنيسة المحترقة وتعيين حراسات على جميع الكنائس؟ ألم تذهب السلطات أبعد وأبعد، إلى التعرض للحلول الجذرية للفتنة بتحريك القانون الموحد لدور العبادة، وفتح الكنائس المغلقة؟
ماذا بعد دعوة البابا شنودة المعتصمين إلى فض اعتصامهم فوراً لأن الأمور بحسب البيان الصادر عن "البابا" تجاوز التعبير عن الرأى إلى الشجار وإطلاق النار وأن الاستمرار معناه الخسارة لنا جميعاًً وأولنا المعتصمون أنفسهم!
كل القيادات فى الكنيسة المصرية دعت المعتصمين إلى فض الاعتصام، لأنهم لمسوا مدى الاهتمام والجدية على المستوى الرسمى فى معالجة الأزمة التى لا تخص الأقباط وحدهم، ولا يجب أن يتم تصويرها على أنها أزمة تخص قطاعاً أو فئة فى المجتمع، بل هل أزمتنا جميعاً ،أزمة مجتمع لا يراد له أن ينطلق إلى صناعة مستقبلة وفق مصالحه الوطنية.
وإذا كان المعتصمون لا يستمعون إلى أصوات العقل، ولا يرون الجهود التى تعالج الكارثة الطائفية التى نعانى منها ولا يستمعون إلى قياداتهم الروحية فهل ينتظرون أن تستمر حمايتهم من قبل قوات الجيش والشرطة؟ هل ينتظرون أن يقبل أصحاب الأعمال استمرار تعطيلهم لمصالحهم طويلاً فى هذه الظروف الاقتصادية الصعبة؟ أم أن هناك بين المعتصمين من يريد إيصال الأزمة إلى اشتباكات دموية بينهم وبين أهالى المنطقة والعاملين فيها وتصوير الأمر على أنه اعتداء وتصفية للأقباط؟
يا إخوتى المعتصمين اعقلوا واسمعوا أصوات قياداتكم الروحية وتابعوا ما تقدمه لكم الحكومة، وإياكم من تحول الضحية إلى جلاد!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة