مرة أخرى أجدنى فى موضع المتسائل الذى لا يملك إلا طرح أسئلته، بعضها بغرض الاستفهام، وبعضها الآخر للاستنكار، وأولى هذه الأسئلة يتعلق بنا كأفراد ومجتمع، نعرف جميعاً درجة المخاطر التى تتعرض لها البلاد من جراء الاحتجاجات الفئوية والاعتصامات وتعطيل عجلة الإنتاج، كما نعرف الكوارث التى يمكن أن تسببها الاحتقانات الطائفية من قبيل حادث أطفيح أو فتنة إمبابة، لكننا ولا أستثنى أحداً، نتحرك فى اتجاه مزيد من الاحتجاجات الفئوية والاعتصامات، ونعمل داخل فكرة الاستقطاب الدينى البغيضة، حيث ينظر ويفكر ويقرر كل منا مواقفه واتجاهاته بهدف إيذاء أو التنكيل بالآخر!
نعلم جميعاً أن هناك قطاعات فى الدولة كانت المورد الأساسى من النقد الأجنبى مثل السياحة، وتحويلات العاملين فى الخارج وتدفقات الاستثمار الأجنبى، فما هى الأفكار الخلاقة والبرامج التى وضعها المسئولون لإنعاش هذه القطاعات؟ وهل يكتفون هم بالتخطيط ووضع البرامج، أم أن الأجدى لهذه المرحلة هو بناء حوار ممتد مع مختلف المتخصصين والخبراء، بحيث تشكل كل وزارة جبهة إنقاذ وطنية تمدها بالأفكار والمقترحات القابلة للتنفيذ بعيداً عن سياسة الاقتراض لسد العجز فى الموازنة، واستيفاء الالتزامات الأساسية للحكومة.
نعلم جميعاً ويعلم المسئولون فى المجلس العسكرى والحكومة، أن التراخى الأمنى الباب الذى يدخل منه شيطان الفوضى والفتنة، كما يعلمون جميعاً التوجه الغالب لدى فئات الشعب لحسم أى خروج على القانون، أو الإضرار بالمصالح العامة والممتلكات الخاصة، ورغم ذلك يظل "باب الشيطان" مفتوحاً على مصراعيه، وتظل أسباب الفتنة والفوضى قائمة، وكل ما نقوم به هو إطفاء الحرائق التى تنتج عنها دون أن نعالج هذه الأسباب جذرياً.
ربما تدفع أزمة السولار التى شعر بها المجتمع فى أكثر من قطاع من قطاعاته، الناس إلى الالتفات إلى خطورة الوضع الذى نحياه الآن، والتركيز على العمل والإنتاج، لكن يظل الدور الهام فى الحسم وإرساء الأمن منوطاً بالحكومة والمجلس العسكرى، حتى يتضح للناس ولرأس المال الجبان بطبعه أن الاستقرار فى مصر ليس أمنية نتمناها بقدر ما هو أمر واقع مستتب.
ويبقى سؤال أخير بعد جولة الدكتور عصام شرف الخليجية، إذا كان الاستثمار الأجنبى المباشر، بحسب ما أعلنه المجلس العسكرى أمس، صفراً، فأين الدور العربى الداعم لمصر فى أزمتها، وأين نتائج جولة الدكتور شرف!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة