قرار الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة بإلغاء دورة هذا العام من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، إنما هو مفاجأة، تفجر تساؤلات عدة حول مغزى هذا القرار، فيما انقسمت الآراء بين مؤيدين رأوا فى انعقاد المهرجان مغامرة غير مضمونة، ومعارضين للقرار وجدوا فى انعقاد المهرجان فرصة عظيمة، يجب استغلالها لما يمكن أن يقدمه المهرجان من دعاية لدولة مصر الحرة التى أشاد قادة العالم بثورة شعبها لكى تستعيد جزءا من بريقها الإقليمى على أصعدة متعددة سياسيا وثقافيا وسياحيا، وسمعة مصر عالميا التى سوف تزيد، إذا ما نجحت فى إدارة أول دورة من مهرجانها الدولى بعد ثورة 25 يناير، رغم كل التحديات التى تواجهها.
وأتصور أن دعوة عدد من نجوم السينما العالمية، من أصحاب الثقل السياسى والفنى مثل «شون بن» و«سوزان ساراندون»، و«انجلينا جولى»، كانت ستقابل بترحيب شديد فى إطار الإعجاب الغربى بالثورة، بعيدا عن حسابات الرعاة الرسميين، بل على أقصى تقدير كنت أتوقع إقامة الدورة المقبلة فى أجواء ثقافية خاصة جدا، حتى لو اقتصر الأمر على الاحتفاء بأفلام الثورة، وأهم كلاسيكيات السينما المصرية، فما أحوجنا الآن إلى أى حدث ثقافى فنى يلفت الأنظار إلى مصر، بعد أن ارتبط اسمها أخيرا بأخبار الفتنة الطائفية والتوترات الداخلية.
لم يعد من الصعب علينا إدراك الأوضاع فى مصر كم هى عصيبة، وقدر ارتباك الحالة الأمنية، حتى لو استبدل المسؤولون الأسباب، وتحججوا بظروف الانتخابات البرلمانية والرئاسية، إلا أنه على الصعيدين، تبقى الأسباب غريبة المنطق، فلم نسمع مرة أن فرنسا قررت إلغاء مهرجان كان الدولى بسبب إجراء انتخابات برلمانية أو رئاسية، أو ألغت أمريكا مسابقة الأوسكار فى إحدى السنوات بسبب الانتخابات الرئاسية، من الممكن أن نقبل إلغاء مهرجان دولى مثل هذا
بسبب اندلاع الحروب أو نقص التمويل مثلا!.
نعم أنا مرتعش
فاجأنى الدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى حواره مع الزميلة العزيزة أمينة الشريف بمجلة المصور، باعترافه الصريح والواضح «نعم أنا مرتعش» وهو الوصف الذى أطلقه عليه الزميل خالد حنفى، حيث ينتقد أداءه باستمرار، ويصفه بصاحب القرارات العشوائية والمرتعشة، ولخالد كل الحق فى هذا الوصف والذى لم يرفضه الشريف، والذى عادة ما يتخذ القرار ثم يتراجع عنه أمام الضغط، وحتى الآن لا أفهم ما سر إلغاء برنامج «مصر النهاردة» الذى نشبت أزمته بسبب إعلانه الاستغناء عن فريق البرنامج، بحجة أن «ولاد التليفزيون أولى بلحم توره»، مما ترتب عليه أزمة إعلامية، انتهت بإلغاء البرنامج، ترتب على ذلك انصراف المشاهد المصرى عن متابعة تليفزيون بلاده، وكان الأولى برئيس الاتحاد أن يترك «مصر النهاردة» على حاله والمدهش أن بديل مصر النهارده وهو برنامج «بتوقيت القاهرة» اشترط حافظ الميرازى مقدمه الاستعانة بطاقم عمل خاص به، ما يؤكد أن تحجج الشريف بعمالة المبنى أمرا واهيا.
وهو ما لا يحقق سياسة الشريف نحو أبناء المبنى، حالة الارتعاش هذه امتدت إلى قراره الشفوى بتخفيف مشاهد الحب والقبلات، وإعادة مونتاج هذه اللقطات، ثم عاد وتملص منه، بعد الهجوم الإعلامى عليه، كما تكرر نفس السيناريو، وهو فى طريقه للتعاقد مع الشيخ محمد حسان، والذى سارع الشريف بنفيه أيضا خوفا من هجوم الليبراليين.. وأعتقد أنه لا يوجد إعلام فعال وحقيقى يدار بهذه الطريقة من الكر والفر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة