أكرم القصاص

الجامعة والنكبة والمشتاقون

الجمعة، 20 مايو 2011 12:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هم يضحك وهم يبكى، هكذا يقول المثل، وهكذا تتجمع المفارقات، بين ذكرى النكبة، والجامعة العربية، والانتخابات الرئاسية ودكر البط. فى حزمة واحدة.

63 عاما على النكبة، التى بدأت بقرار فى 14 مايو 1948 بإنهاء الانتداب البريطانى على فلسطين، بعد قرار فى نوفمبر 1947 بتقسيمها إلى دولتين يهودية وعربية، وتدويل القدس.. الإسرائيليون قبلوا القرار، وأعلنوا دولتهم، والعرب رفضوه وقرروا شن حرب اشتركت فيها جيوش مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية والفلسطينيون، الحرب انتهت بهزيمة العرب، فى نكبة أكبر. العصابات كانت تعرف ألاعيب السياسة مع الإرهاب.

فى الذكرى الثالثة والستين نظم مصريون مظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، وطالبوا بإنزال علم إسرائيل من على مبنى خاو من الدبلوماسيين، انقسم الناس على بعضهم، منهم من يرى المظاهرة جزءا من حرية الرأى والتعبير، وأن التضامن مع فلسطين واجب قومى. وآخرون اعتبروها استعجالا لنتائج ثورة لاتزال تبنى نظاما على أنقاض نظام جمد الحياة ثلاثة عقود.

فى ذكرى النكبة كانت هناك معركة أخرى فيها الوجهان الضاحك والباكى، حول الجامعة العربية التى قامت فى نفس عام التقسيم وعجزت عن مواجهة القرار. كانت معركة عبثية. رشحت مصر الدكتور مصطفى الفقى لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، خلفا لعمرو موسى الذى قرر ترشيح نفسه للرئاسة فى مصر.

الدكتور مصطفى الفقى هو أشهر مشتاق فى تاريخ السياسة المعاصرة، حلم بالمنصب والوزارة، لكنه بقى حولها، تولى موقع سكرتير الرئيس السابق مبارك لشؤون المعلومات، وخرج فى ظرف مفاجىء، ليبقى متجولا بين مناصب دبلوماسية وبرلمانية، وكان نجم أهم معارك الانتخابات، عندما خاض انتخابات فى مواجهة جمال حشمت مرشح الإخوان، وخسر ثم فاز، وسط اتهامات بالتزوير، واستمر فى مجلس الشعب، وفى الحزب الوطنى حاملا اشتياقه، حتى تم تعيينه فى مجلس الشورى، وبقى مشتاقا.

لكن أحلامه سقطت مع نظام مبارك كله، وبقيت أشواقه، وتم ترشيحه لموقع أمين عام جامعة الدول العربية، التى لم تكن مع عمرو موسى فى حال أفضل من حالها مع سلفه عصمت عبدالمجيد، كانت جامعة للديكتاتوريات عجزت عن مواجهة التسلط العربى، مثلما عجزت عن مواجهة النكبة.

اقتربت أشواق الدكتور مصطفى الفقى، بالرغم من عدم حصوله على تشجيع كثير من المصريين، الذين رأوه رمزا للعصر السابق. التقت معارضة المصريين مع رفض قطرى، الدوحة طرحت مرشحا قطريا، ضمن اشتياق لحلم الدور الأكبر. وفى اللحظات الأخيرة جرت صفقة، سحبت قطر مرشحها، مقابل سحب ترشيح الفقى، واستبداله بنبيل العربى، قدمت مصر وزير خارجيتها، وضحت بالمشتاق الأكبر. ويبدو أن ترشيحه كان نوعا من حرية الرأى والتعبير. المهم خرج السيد عمرو موسى الذى يبدو هو الآخر رجلا من الماضى، يريد أن يحكم المستقبل، فقد ظل متمسكا بدبلوماسيته فى مواجهة النظام السابق، وأصر على ترشيح، مبارك حتى سقط فقرر دخول لعبة الرئاسة.

مصر تحتاج رئيسا يحمل مشروعا، وليس موظفا، لكن باب الترشح للرئاسة لايزال مفتوحا. وإذا كنا فى زمن الهم الذى يضحك، فقد قدم الإعلامى توفيق عكاشة واحدا من أفضل مونولوجات البرامج الرئاسية، عندما اشترط أن يكون المرشح للرئاسة خبيرا بعملية «تزغيط البط»، عكاشة قدم أخطر نظريات السياسة والرئاسة. ولا نعرف مَن مِن المرشحين للرئاسة، سوف ينجح فى اختبار تزغيط البط. > >





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة