كما قلنا بالأمس أن الأمر بدا بعد 25 يناير وكأن صندوقاً من العجائب قد انفتح، وحدثت أشياء لم يكن أكثر المتفائلين فى أحلامه يتوقع أن يشاهدها فى يوم ما، أشياء من فرط الإيمان باستحالة حدوثها، كنا نتعامل معها فى الماضى وكأنها المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخل والوفى، وحينما حدثت بعد الثورة بدأ البعض ينظر إليها بتأمل يشبه التأمل فى عجائب الدنيا السبع، وعلى نفس المنوال يمكن التوقف عند 7 متغيرات حدثت فى مصر بعد 25 يناير والتعامل معها بمنطق عجائب الثورة السبع التى يكشف تأملها أن المستحيل هو اللاشىء بعينه كما كانوا يقولون فى حملة إعلانات شركة "أديداس" الشهيرة، وبجوار ذلك تكشف أيضا أن الحرباء ليس هى الحيوان الوحيد القادر على التحول والتلون، بل هناك زواحف بشرية قادرة على أن تقفز من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، وتعيش وتتعايش وكأن شيئا لم يكن، وكأن النفاق والموالسة فطرة بشرية أصيلة وسليمة لا غبار عليها ولا خجل منها.
-قبل الثورة كان الزميل الأستاذ عبد الحليم قنديل بالنسبة للصحافة القومية رجلا متهورا وصحفيا مجنونا يقبض من دول خليجية ويعمل لحساب جهات لا تريد الخير لمصر، وكانت حركة كفاية التى يقودها رجس من عمل الشيطان، بل ورفضت الأهرام طباعة بعض أعداد صوت الأمة حينما كان رئيسا لتحريرها بسبب مقاله، كان الكلام السابق وأفظع منه يكتب عن عبد الحليم قنديل الوحيد الذى عارض النظام فى مصر بنزاهة وشرف ومباشرة دون أن يستفيد مليما واحدا، وبعد الثورة حدثت المعجزة فى الأهرام وظهرت صورة عبد الحليم قنديل دون أن تقترن ألفاظ مثل العميل أو المجنون وعلى صفحات الأهرام قرأنا الكلام التالى: (فى قمة سطوة النظام السابق وجبروته، رفع هذا الرجل راية التحدى، وأعلن على الملأ أن نظام مبارك هالك لامحالة، وأنه فى طريقه للسقوط والانهيار)، وكانت كل كتاباته تقريبا تذهب فى هذا الاتجاه، ومنذ عام 2005 أصدر د. عبد الحليم قنديل عددا من الكتب التى تنبأت بنهاية حسنى مبارك ومن عناوينها ندرك مضامينها. ضد الرئيس ـ الأيام الأخيرة لمبارك ـ كارت أحمر للرئيس. وحين كان رئيسا لتحرير جريدة "الكرامة" عام 2006 كتب فى صفحتها الأولى: سقوط مبارك فى ميدان التحرير. دفع د.عبد الحليم قنديل ثمن نضاله التاريخى بالتنكيل والتشريد تم إقصاؤه عن رئاسة تحرير صحف العربى الناصرى والكرامة وصوت الأمة، لأنه الأكثر جرأة وحدة وصدقا فى قول الحق وفى كشف عوارات النظام السابق وخطاياه. ويكفى أنه كتب عن مبارك: "أشعر بالعار لأنك الرئيس"، وأطلق على زوجته سوزان لقب "شجرة الضر". دفع د. عبد الحليم قنديل ضرائب فروسيته راضيا مرضيا، لكنه الآن يشعر بالزهو وبالفخر، لأنه كان فى طليعة من قالوا لا بالفم المليان، غير أنه يشعر بفرح أكبر، لأن رهانه على الشعب المصرى وغضبه وثورته تحقق كما رآه وكما توقعه بالفعل.
هل تصدق ما قرأته عينيك عن عبد الحليم قنديل وهل قلبك مطمئن لما قرأت رغم كونه على النقيض تماما مما كان يكتب داخل نفس الصحيفة وفى حضور نفس الصحفيين، وإن اختلفت توصيفاتهم الإدارية؟! .. أنا أسأل فقط، والسؤال هنا له أكثر من مغزى خصوصا حينما تقرأ إبداعات عبد العظيم حماد الإخبارية فى الصفحة الأولى للأهرام والتى تكشف لك أن تحويل دفة الصحف لا يعنى أبدا أنها تطهرت أو أن ذيلها توقف عن اللعب.
- لو أن أحداً وقف فى ميدان عام قبل 25 يناير وأقسم أن رؤيا فى المنام قد بشرته بأن أحمد موسى، صحفى الأهرام الشهير برجل وزارة الداخلية، أو مخبرها كما هو معروف عنه فى الوسط الصحفى كتب مقالا أو سطورا ينتقد فيها أداء وزير الداخلية المصرى أو يعيب على وزارة الداخلية، لاتهمه الناس بالجنون على اعتبار أن صحفى برتبة لواء طالما اشتهر عنه لى عنق الأخبار وسطورها، لكى تصب فى مصلحة أمن الدولة والداخلية عموما لا يمكن أن يرتكب مثل هذا الفعل الشريف، أى لا يمكن أبدا أن ينتقد وزارة الداخلية.
- كان مبنى ماسبيرو على بعض الشخصيات من المحرمات، دخولهم إليه أو حتى سماع أصواتهم مسجلة على إحدى شاشاته أمرا غير وارد أو مقبول، هذه الشخصيات كونت قائمة سوداء للضيوف أو المذيعين غير المقبول ظهورهم أو دخولهم ماسبيرو، وضمت القائمة أسماء لكافة رجال المعارضة الجادين ورجال الإخوان والتيارات الدينية المختلفة مثل إبراهيم عيسى وحمدى قنديل وعبد الحليم قنديل وحمدين صباحى وأمين إسكندر والشيخ حسان وكل رجال الإخوان حتى ولو كان قريباً لإخوانى من الدرجة التانية، بعد الثورة فتح ماسبيرو أبوابه للجميع فأصبح ظهور الشيخ حسان على التليفزيون المصرى أكثر من ظهور مذيعى النشرة، وتحول قيادات الإخوان إلى الضيوف الأكثر ظهورا على الشاشة التى حرموا منها على مدار سنوات طويلة، ولكن هل تعنى تلك العجيبة الثورية أن الإعلام نفسه قد تغير، أو بمعنى أدق أن ماسبيرو قد أصابته الثورة والتطور؟؟ اسأل قلبك وإن كنت أشك فى أن يجيب عليك بأى كلام مطمئن!!
- قبل 25 يناير كان ظهور وزير الداخلية الإعلامى أمر موسمى يتم على طريقة المشمش مرة واحدة سريعة يظهر فيها ويختفى دون أن يستكفى منه الناس، جعلها حبيب العادلى بغطرسته وغروره سنة وعادة لا تتغير أبدا يظهر فى حوار تليفزيونى مرة واحدة فقط طوال السنة، ومع مذيع واحد هو المحاور الشهير مفيد فوزى، على نفس الكرسى وبنفس الشكل التليفزيونى وبنفس الأسئلة وبنفس الإجابات ونفس الوجه الخالى من الملامح، بعد 25 يناير ومع محمود وجدى ومن بعده منصور العيسوى كلما فتحت حنفية فضائية ما ينزل لك منها وزير الداخلية، إما فى حوار شامل أو فى تصريح سريع أو عبر مداخلة تليفزيونية، عجيبة أخرى من عجاب الثورة إذن.. وزير الداخلية يظهر أكثر من مرة وعلى أكثر من شاشة ومع أكثر من مذيع، ولكنه ظل أمر واحد فقط مشترك بين ما هو قبل 25 يناير وما هو بعده أن التصريحات والإجابات لا تسمن ولا تغنى من جوع، اسأل نفسك وربما تكتشف أن سبب ذلك يعود إلى أن التغيير هنا أصاب الأسماء دون أن يصيب الأفكار.
- قبل 25 يناير كان لقب المحظورة هو الأشهر لجماعة ترفع شعارها الشهير فى كل شارع أيام الانتخابات، لم يعرف أحد سر إصرار الدولة وصحفها وإعلامها على إطلاق لقب المحظورة على جماعة هى الأشهر سياسيا فى الشارع المصرى، ولم يعرف أحد حتى الآن بأى عين وبأى وش كان صحفيو النظام يكتبون مثل هذا الكلام عن جماعة كان لها 88 عضواً فى برلمان 2005، الإخوان أنفسهم استعذبوا اللقب وجعلوا منه سلاحا للحصول على مزيد من التعاطف الشعبى، الثورة جاءت ورفعت الحظر عن الجماعة وفتحت أمامهم كل الأبواب المغلقة لدرجة أن مبنى ضخم فى المقطم تعلوه الآن لافتة كبيرة تقول بأنه المقر الرسمى للجماعة، وتعقد فيه الاجتماعات على مرأى ومسمع من كل الكاميرات الفضائية والأرضية، الأبواب التى فتحت على مصراعيها أمام الجماعة ربما أصابت المرشد بالفرحة، والفرحة كما تعلمون أحيانا ما تسبب الخضة أو تدفعك نحو طموح لا حدود له، والأمر الثانى هو ما حدث للإخوان وظهر جليا فى تصريحات المرشد محمد بديع الذى قال إن الجماعة ستقوم بتأسيس شركات للإنتاج السينمائى وتكتسح السوق الفنى، وستقوم بإنشاء أندية رياضية للمنافسة على الدورى والكأس، هكذا بكل ثقة قالها المرشد العام ليشكل بكلماته هذه عجيبة أخرى من عجائب الثورة تتعلق بوجود فريق للإخوان فى الدورى بعد أن كان حلم أى عضو إخوانى أن يرى لاعبا يسجد على الأرض بعد إحراز هدف، ولأن المرشد حسن النية قال كلماته ولم يتخيل أبدا أن يكون رد الفعل عليها شبيها برد الفعل على الرجل الذى ظهر خلف عمر سليمان أثناء خطاب التنحى، فجاءت ردود الأفعال كالتالى بأن ظهرت العديد من الصفحات على الـ"فيس بوك" تحمل اسم "ألتراس إخوان" وامتلأت فى ظرف أيام قليلة بعشرات التعليقات الساخرة التى يمكن اعتبارها هى أيضا عجيبة من عجائب الثورة، وتعالوا نشوف ماذا قال المصريون عن فريق الإخوان الكروى علشان كل مسؤل بعد كده يفكر كويس قبل ما يتكلم.
- إضافة قانون روح استغفر ربنا 5 دقايق برّه وسيتم تنفيذه فى حاله عمل فاول متعمد.
- أى لاعب سيصاب برباط صليبى سوف يقام عليه الحد.
- مدحت شلبى يعلق: مولانا وبشير.. مولانا والجون.
- التراس الإخوان بيولعوا بخور بدل الشماريخ.
- تحريم الترقيص .. وإباحة المراوغة.
- التسلل مباح لأن الحرب خدعة.
- لا هجومية ولا دفاعية، عاوزينها كورة دينية.
- يا إخوان يا مدرسة... دين وفقه وهندسة.
- كابتن محمود بكر أثناء المطشات بيقول: اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا.
- أمر المرشد الفنى لفريق الإخوان عدم الظهور فى مساء الأنوار، لأنها تحية مخالفة للإسلام.
- عاجل: فريق الإخوان يعلن اعتكافه استعدادا للموسم الجديد.
- مفيش جدول للدورى، حنعمل إمساكية.
- عاجل: الأقباط يؤسسون نادى ويتوعدون بهزيمة نادى الإخوان 6 -1.
-هذا وقد نفى المرشد وجود أى إصابات فى الرباط الصليبى لدى لاعبيه، مؤكدا أنهم لا يمتلكون سوى أربطة هلالية.
- شوبير هيربى دقنة ويعمل برنامج الكورة مع الإمام.
-عاجل إلغاء حارس المرمى، لأن الحارس هو الله.
-محمود بكر: وعلى رأى الكابتن لطيف (الكورة إخوان).
- وليد دعبس يفتتح قناته الرياضية الجديدة (مودرن إخوان)
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة