وليد طوغان

وكانت حكومة "مطيباطية"!

السبت، 21 مايو 2011 06:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو رشح الفريق أحمد شفيق نفسه رئيساً للجمهورية، فسأعطيه صوتى، بينما لن أفعل لو فعل د. شرف، فالفريق شفيق هو الذى تكلم عن آثام الذين ارتدوا ثياب الفوضى باسم الثورة، وكان صريحاً، ومنطقياً، بينما بدا د. شرف وكأنه آخر من يعلم أن "البلد فكت".

كان الفريق شفيق موضوعياً عندما قال إننا لا نواجه مشاكلنا لأننا احترفنا النظر للوراء وامتهنا التفتيش فى الضمائر، لذلك، شتموه، بحجة أنه أدى اليمين أمام مبارك، وكان رفضا ليس مبررا، كما رأى كثيرا من الذين هم ليسوا فلولا، لكن شركاء فى وطن، بدا أن بعضنا قد احتكر جنسيته بدعوى الثورية والحرية والحاجات "الميه ميه"!

كنا فى حاجة بعد يناير إلى حسم، وشفافية، لكن حكومة شرف شفافة فقط، لم تزد سياستها حتى الآن أكثر من "التطييب".

اعتصامات قنا؟ بارك الله فى قنا، طائفية إمبابة؟ لعن الله فلول إمبابة، ضرب نار فى الشارع؟ سنضرب بيد من حديد فى الشارع، ارتفاع معدل الجريمة، طبيعى، فالثورات لا تدفع المجتمعات للأمام بين يوم وليلة.

احترفت حكومة شرف الكلام عن "الفترة الانتقالية"، وكان كلام حق يراد به باطل.. احترفت الحكومة "تطييب" الخواطر، فلم تواجه الشارع، بأننا أسباب معظم الأزمات، بعد يناير، وإننا أنفسنا الذين من المفترض أن تكون الحلول لأزماتنا بعد يناير أيضا.

الملاحظة المهمة، إن إعادة حكومة شرف مسالك النظام السابق، فهى مثلا التى علقت كوارثنا الاجتماعية على شماعة "الفلول"، مثلما كان يعلقها النظام السابق على شماعة "القلة المندسة" و"الأجندات الخارجية"، وفى حكومته ظهر من حاكى اعتداد وزراء السابق بأنفسهم، فوصف يحيى الجمل نفسه مثلا بـ"الجبل الراسخ" الذى لا يمكن لأحد أن ينقله من مكانه، ولا يحق لأحد الاعتراض على ما يفعل، رغم أن الجمل كان السبب فى أكثر الانتقادات التى وجهت للحكومة، وكان هو صاحب آثام وخطايا، لا يريد أن يتبينها بعدما أخذته الجلالة، وخضعت نفسه لسطوتها.. والنفس أمارة بالسوء!

حتى الآن لم نسمع حديثاً للدكتور شرف عما وصل إليه وضعنا من سوء، لم نره يتكلم عن وصول تدفقات الاستثمار الأجنبى إلى "الصفر"، وفى حكومة "المطيباطية"، لم يخرج وزير للحديث عن وصول التصنيف الائتمانى إلى درجة "المخاطر"، ما يحتاج إلى ثلاثة أعوام للعودة إلى درجة الـ"بى. بى. موجب".

لم تفعل حكومة شرف أكثر من مجاراة الذين ركبوا على يناير، فقلبوا الحرية فوضى، وقلبوا "التغيير" إلى "تدمير"، لمصالح خاصة، ورغبة فى الجلوس على مقعد المدير، بدلا من المدير!

لا نعرف لماذا لا يواجهنا رئيس الوزراء بالحقائق؟ لماذا لم يقل كفاية، ولا قال حرام؟ لا نعرف ما الذى تقصده حكومة شرف بالفترة الانتقالية، المصطلح الذى انتقل منها للشارع، فصار لازمة كلامية يواجه بها من لا يدرى، تساؤلات من لا يعرف!

توقف قطاع السياحة، يعنى توقف 11% من قوة العمل، انخفاض الاحتياطى الأجنبى بالبنك المركزى 10 مليارات دولار، منذ ما بعد أحداث يناير، كانت كارثة، بينما هبوط معدل النمو إلى 2%، كانت مصيبة، هذا بينما لا تكف الحكومة عن الكلام عن "الفلول والأذناب"!

السؤال: لو كانت الفلول بهذه القوة، فكيف سمحت لثورة يناير بالقضاء على الرؤوس، التى كانت بالضرورة أقوى، وأكثر بأسا وأشد تنكيلا قبل يناير؟

ثم إن د. شرف نفسه لم يلحظ الذى حدث للمصريين، هو مثلا لم ينتقد الذى بدأوا يمارسونه مع بعضهم، ومع أنفسهم، لم يسألنا شرف عن الذى حول الشارع إلى ساحة معارك، وقلب جلسات المقاهى إلى قعدات نميمة فى العرض والدين والتخوين، هو لم يتساءل عن الذى دفع كل واحد منا فجأة إلى الاعتقاد بأنه وحده من الملائكة والقديسين، بينما الآخرين أبالسة وشياطين.

صحيح تغير المصريون خلال 30 عاماً من حكم مبارك، لكنهم تغيروا أكثر من مرة خلال أقل من 4 أشهر بعد يناير، فطغت كمية حقد غير مبررة على الشارع، لم يحدث أن تكلمت عنها كتب التاريخ، وأحوال المحروسة منذ قبل ما يكتب الجبرتى تاريخنا! كل هذا، وحكومة شرف مصرة على "الطبطبة"!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة