مدحت قلادة

الإعلام المصرى بين الحق والضلال

الجمعة، 27 مايو 2011 07:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من منطلق حبى لبلدى ولأهلى الشرفاء المصريين أقباطا ومسلمين، قمت بزيارة لمصر منذ بداية الشهر الجارى، استمرت ثلاثة أسابيع كاملة، كانت مملوءة بالاجتماعات والمقابلات علاوة على التواجد شبه اليومى أمام مبنى ماسبيرو معلناً استنكارى للأعمال الإرهابية التى حدثت فى إمبابة كحرق الكنيسة وعدد من بيوت الأقباط المجاورة والتنكيل بجثة حارس الكنيسة بعد قتله بالرصاص بسكب البنزين عليه وتفحيم جثته، كانت الزيارة مشحونة بالمقابلات منها على سبيل المثال من رجال الدولة:

اللواء العيسوى وزير الداخلية، واستمر اللقاء أكثر من ساعتين كاملتين تحدثنا عن أهمية الأمن والقانون وضرورة القبض على الجناة، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.

المجلس العسكرى مع اللواء محمود حجازى واللواء إسماعيل عتمان اللذان شرحنا لهم رؤيتنا ورؤية المصريين فى المهجر من تخوفهم على مصر، خاصة اعتقاد الغالبية فى الخارج والداخل أنهم موالين للإخوان أو للسلفيين.. استمر اللقاء أكثر من أربعة ساعات وتحدثنا بصراحة وصدق وموضوعية معلنين رفضنا للإجراءات العرفية التى تنال من هيبة الدولة لتعلن سطوة طيور الظلام.

مع اللواء محسن النعمانى وزير التنمية المحلية تطرقنا لضرورة حل مشاكل الكنائس المتراكمة، خاصة بعدما عرفنا أن هناك مشاكل لـ 200 كنيسة على مكتب سيادته.

كانت هناك أحاديث لنا (أعضاء اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا) مع الإعلام المرئى كالإعلامى عمرو أديب والإعلامية هالة أبو علم والإعلامية ريهام المسيرى والإعلامية سوزان المليحى والإعلامية ريهام إبراهيم ومداخلات مع قناة الأخبار والمحور، على هامش مؤتمر اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا.

الإعلام المقروء مع الأستاذ إسماعيل جمعة من الأهرام وندوة فى مقر جريدة الأخبار ومؤتمر صحفى بمركز جريدة المشاهير، وندوة بمقر جريدة "اليوم السابع"، وعدد من الصحف الأخرى.

بعد تلك اللقاءات أدركت شئياً هاماً، ألا وهو أن الإعلام المصرى لم يتطهر من ثورة 25 يناير، وما زال يعيش على أوهام الماضى، وأنه سيحتاج عدداً من السنوات ليمر بمرحلة التطهير فى الفكر والآداء خاصة الإعلام المقروء.

الإعلام المرئى حاول بكل الطرق إضفاء عدم الشرعية على المتظاهرين الأقباط أمام ماسبيرو، معتبرهم ضد الوطن على الرغم أنهم لم يكونوا جناة بل ضحايا، على الرغم أن ما يقومون به مجرد "حق الصراخ والبكاء والعويل" على انعدام الأمن وتساهل العدالة مع الجناة، محاولاً تهميش الاعتداء وكأنه حادث يومى طبيعى، متغافلا أن مصر قبل 25 يناير تختلف عن مصر بعد ثورة 25 يناير، وأن لكل الأطياف السياسية حق الحياة الكريمة، وليس من حق فئة أو جماعة أياً كانت الاعتداء على حق الآخر، فما بالك إن كان هذا الاعتداء على الشرف والعرض والحياة والمال.. التغير الوحيد الإيجابى هو استقبالنا فى التلفزيون المصرى بعد زوال أخطبوط أمن الدولة.

هناك تغيير إيجابى بات واضحاً مثل تحول عدد من الصحف القومية مثل الأهرام والأخبار فى معالجة قضايا الاعتداءات ضد الأقباط، وسقوط صحف حزبية فى مستنقع التطرف.

الحقيقة الأخيرة وجب على الإعلام المصرى أن يكون وطنياً ويعمل على شرح مآسى شريحة كبرى من شعب مصر، الذين يعانون الإرهاب، كما يجب عليه التركيز لشرح المشكلة والاعتداءات، رافضاً تبرير الهجوم على البيوت والكنائس وأعمال الحرق والقتل والترويع، مقدماً صورة صادقة لتلك الأعمال الإجرامية التى ليس لها أى سند فى المجتمعات المتحضرة.

لذلك كنت أتمنى أن يتم بث الصور الحية من الكنيسة وجثة حارس الكنيسة المتفحمة، ليعلم الجميع أى نوع من البشر قام بتلك الأعمال.. ولنقل صورة مشينة لأعمال قام بها رجال مؤدلجون دينياُ، يسيئون للدين والوطن معاً.

كنت أتمنى أن يصرح الإعلام المصرى أن مظاهرات الأقباط ليس لطلب زيادة فى المعاش، أو العلاوة الشهرية.. إنما تظاهرهم ألما وحزنا، وهذا حق لهم كنت أتمنى أن يطبق إعلامنا المصرى تلك العبارة "بدلا من أن تنهى الباكى عن البكاء، انهى الضارب عن الضرب".

أخيراً كم أتمنى أن يتطهر إعلامنا ومفكرونا بعد ثورتنا البيضاء التى صهرت الشعب المصرى فى بوتقة واحدة، كم أتمنى أن ننهى حصر حلول الفتنة الطائفية فى قبلة بين كاهن وشيخ، وأنا صديقى مسيحى وأبى بيتعالج عند دكتور مسيحى.. إن ما يجب أن نعلنه للجميع أننا نريد أرض الواقع، وإيقاف الاعتداءات الدامية، ليس بالقبلات بل بعمل صادق أمين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة