◄◄ المعركة بدأت بحرب إعلامية وانقسام بين دول الخليج وبعضها وتحفظ سودانى
قبل أن يبدأ الدكتور مصطفى الفقى، المرشح المصرى لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، حملته الانتخابية، فوجئ بحرب ضارية من قبل دولة قطر لاختطاف مقعد مصر فى الجامعة العربية مستخدمة كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة بداية من الحرب الإعلامية باستخدام قناة الجزيرة والصحف العربية الموالية لها، وحتى دفع الأموال لحكومات عربية لتغيير موقفها من دعم الفقى لهذا المنصب واختطاف مقعد مصر «دولة المقر» للمرة الثانية، وكانت المرة الأولى بعد المقاطعة العربية لمصر بسبب كامب ديفيد.
وجاءت أولى المفاجآت من السودان بإعلان تحفظها الكامل على ترشيح الفقى، ولم تذكر الحكومة السودانية أسبابا قوية لهذا التحفظ، بل ذكرت مجرد مبررات ضعيفة مثل انتقاد الفقى فى وقت ما لغياب الديمقراطية فى السودان، واتهام نظام البشير بالتسبب فى انفصال الجنوب ولم يفلح اعتذار الفقى فى تغيير الموقف السودانى الرسمى.
وأظهرت فلتة لسان للسفير السودانى فى القاهرة عبدالرحمن سر الختم فى أحد المؤتمرات الصحفية، عندما قال إن بلاده ستنتخب المرشح القطرى وهو ما تراجع عنه بعدها مما يعكس النوايا السودانية ضد المرشح المصرى. وهو ما أكدته تصريحات السفير القطرى لدى السودان على بن حسن الحمادى بأن الخرطوم أبلغته بأنها ستدعم مرشح بلاده عبدالرحمن العطية لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، فى وقت جددت فيه الحكومة السودانية تمسكها برفض المرشح المصرى الدكتور مصطفى الفقى، وأنها قدمت اعتذارا رسميا إلى مصر عن عدم مساندة ودعم مرشحها الذى أعلن أنه سيقوم بزيارة إلى الخرطوم الأسبوع المقبل.
ونقلت الصحف المحلية فى الخرطوم عن اجتماع ضم وزير الدولة فى الخارجية السودانى كمال حسن على مع القائم بالأعمال المصرى بالإنابة أسامة شلتوت، اعتذارا لبلاده عن عدم ترشيح الفقى فى منصب الأمين العام للجامعة العربية لتحفظات كانت قد أبلغتها وزارة الخارجية عبر سفيرها فى القاهرة فى وقت سابق، مؤكدا أن العلاقات التاريخية بين البلدين لن تتأثر ما دامت الإرادة السياسية متوفرة.
الجهد القطرى لم يتوقف عند السودان وإنما امتد إلى دول الخليج العربى، حيث أعلنت البحرين والإمارات أيضا تحفظهما على ترشيح الفقى لهذا المنصب لتكون بذلك أولى دول الخليج التى تساند قطر فى مرشحها للمنصب، وأوضحت مصادر عربية أن هذا الموقف يأتى بعد أن كانت دول الخليج كلها تدعم المرشح المصرى، إلا أن انسحاب البحرين والإمارات من المؤيدين يضعف موقف المرشح المصرى خاصة فى ظل الاعتراضات الداخلية من أوساط مصرية عليه.
وحول موقف السعودية، أكدت مصادر إعلامية عربية أنه حتى الآن لا يوجد تغيير فى موقف السعودية المؤيد لمرشح مصر، وإن كانت العلاقات لم تعد كما كانت أيام النظام السابق بسبب إقدام المسؤولين على محاكمة الرئيس حسنى مبارك وهو ما كانت المملكة تحاول أن تحول دون حدوثه.
وعن الجزائر والمغرب وتونس فهى لم تفصح عن موقفها المحدد حتى الآن رغم إعلان الجزائر انتهاء الخلافات مع مصر.
وعلى الصعيد المحلى، رفض العديد من الحركات المعارضة كائتلاف شباب الثورة وحركة 6 أبريل وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير قرار ترشيح الدكتور مصطفى الفقى ليشغل منصب أمين عام لجامعة الدول العربية لما فيه من دلالات سلبية عن أدوار مستقبلية للفاسدين من أعضاء الحزب البائد والنظام المخلوع فى شؤون البلد.
وأعلنت تلك الحركات أسبابا غير مقنعة فى رفضها ترشح الفقى لهذا المنصب مثل انتمائه للنظام السابق وعملة سكرتيرا للرئيس السابق حسنى مبارك للمعلومات، بالإضافة إلى عضويته فى أمانة السياسات بالحزب الوطنى المنحل.