تعديل قوانين المنطقة الإعلامية الحرة التى تنظم عملية إطلاق القنوات الفضائية يفتح الباب أمام العديد من القنوات الفضائية الجديدة التى تحمل فكرا مغايرا للمعتاد، كما يتسع المجال أيضا لمبادئ إعلامية كانت محظورة من قبل، خصوصا بعد إلغاء البند الخاص بالموافقات الأمنية لإطلاق الفضائيات، وكذلك البند المتعلق بإلزام القناة بألا يقل رأس مالها عن 25 مليون جنيه.
بدأت هذه الموجة بتعاقد المنطقة الإعلامية الحرة على إطلاق 16 فضائية وقعت عقودها مع شركات مختلفة ولم يتحدد أسماء معظم هذه القنوات، وأغلبها قنوات دينية تتبع التيارات السلفية المختلفة التى تمول من العائلات الخليجية والسعودية على وجه الخصوص، بخلاف عودة الفضائيات السلفية التى تم إغلاقها على نايل سات وعادت مرة أخرى بترخيص جديد غير كونها قنوات دينية بعد حظر إطلاق نايل سات قنوات دينية، ومن بين هذه قنوات الحافظ والناس والرحمة والفجر وتواصل والخليجية والعفاسى.. وغيرها.
معظم القنوات الجديدة تستغل فى أسمائها مفردات الثورة مثل 25 يناير أو التحرير أو الميدان أو الحرية أو العدالة لاستثمار الحدث والصعود، رغم أن بعض هذه القنوات تمويلها ليس مصريا، والهدف هو البزنس من خلال استغلال شعارات الثورة بعد عملية الركود التى أصابت إعلام الترفيه من مسلسلات وأفلام، كما فتح الملعب الإعلامى أمام جماعة الإخوان المسلمين والشخصيات المعروفة بقربها من الجماعة وفتح الطريق لظهورهم بقوة.. فهؤلاء كانوا ممنوعين من الظهور على شاشة أى قناة.
أحدث هذه القنوات قناة «مصر 25» وتملكها الشركة العالمية للإنتاج الإعلامى التى يرأس مجلس إدارتها صادق عبدالرحمن الشرقاوى والمعروف بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وتقرر أن يكون بثها التجريبى ابتداء من أول يونيو المقبل.
وتأخذ قناة «مصر 25» طابعا إخباريا بوجود قاعدة كبيرة من المراسلين فى جميع أنحاء مصر، بخلاف كونها قناة عامة مهتمة بقضايا المجتمع المصرى، ورغم أن هذه القنوات تأخذ من روح الثورة ومفرداتها نقطة انطلاق لها فإنها مازالت تعمل بمبادئ السوق واللهاث خلف الشخصيات المشهورة إعلاميا وصحفيا.
كما يظهر الإخوان المسلمون على المشهد من خلال قناة تحمل اسم الإخوان لتكون المتحدث الرسمى للجماعة.
ومن روح الثورة أيضا تخرج قناة «25»، التى عرفت خطأ باسم قناة «25 يناير» التى أطلقها الإعلامى محمد جوهر، وهو من أقدم الإعلاميين خبرة فى إطلاق القنوات وتصوير التقارير الإخبارية من خلال شركته فيديو كايرو.
ويحاول جوهر استثمار شباب ائتلاف الثورة بتقديمهم برنامجا على شاشة القناة لتعميق علاقتهم بالقناة، ويقول الإعلامى محمد جوهر إن هذه القناة أطلقت خصيصا لتكون نافذة لشباب الثورة بكل تياراتهم الليبرالية واليسارية والدينية أيضا، فالقناة لا تتبع جهة معينة، بل ويشارك أيضا شباب الثورة الذين أصيبوا فى الأحداث ويقدمون برامج فى القناة.
ومن بين القنوات المنتظر إطلاقها قناة البيت بيتك التى يشارك فيها المهندس محمود بركة رجل الأعمال نجيب ساويرس، وكان هناك خطة لدمج القناة مع أو تى فى إلا أن «اليوم السابع» علمت أن هذه الفكرة ألغيت.