يستحق الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية المصرية التحية والتقدير فيما يتعلق بالنظرة الجديدة إلى ملف الأمن القومى المصرى، فبعد سنوات من غياب الدبلوماسية الفعالة فى العلاقات المصرية مع دوائرها الطبيعية عربيا وأفريقيا وإسلاميا، تبدو مصر فى طريقها إلى الخروج من هذا النفق المظلم.
فى ملف المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، لم تكن "الخارجية المصرية" خارج الحدث، كما كان فى الماضى، واستكمله بتصريحاته حول فتح معبر رفح خلال أيام بشكل دائم وكامل، وذلك لينهى الأكذوبة التى كان النظام السابق يروجها، وهى أن فتح المعبر يتم بإرادة دولية، ومن شاهد الأفراح التى عمت فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بعد المصالحة، وبعد قرار فتح المعبر، سيعرف إلى أى مدى هى مصر حين تمد بصرها خارج الحدود طبقا لمصالحها القومية والأمنية.
وفى ملف العلاقات الأفريقية، لم تكن أيضا بعيدة عن تدعيم جهود وفد الدبلوماسية الشعبية الذى عاد منذ أيام من أثيوبيا، ومن قبلها أوغندا، ومن أفريقيا إلى إيران كانت تصريحات العربى إيجابية فى مسار الرغبة فى عودة العلاقات بين مصر وإيران.
المؤكد أن هناك أجهزة أخرى تتصدى للعمل فى هذه الملفات جميعا حتى تكون الرؤية تكاملية، لكن إذا لم يكن هناك وزير خارجية على قدر الفهم العميق لهذه الملفات فى حدود المصالح المصرية العليا، سيكون الحصاد غير إيجابى.
نبيل العربى بهذا الوضع هو تعبير حقيقى عن مرحلة مصر الجديدة التى تنفض كل غبار الماضى، لتعيد إلى مصر رونقها الخارجى الذى يصب فى مصلحة الملفات الداخلية، ويؤكد أنه بحجم الدور المصرى الإيجابى فى العلاقات الخارجية، وبحجم انطلاق مصر إلى دوائرها الطبيعية سيكون المردود على الداخل إيجابيا.
حشرنا أنفسنا فى الماضى فى لعبة أن نكون صدى صوت للسياسات الغربية، وفى القلب منها أمريكا وإسرائيل، وكانت النتيجة فساداً سياسياً واقتصادياً لا حصر له، ومن يفصل الخارج عن الداخل فى هذه الثنائية يقع فى خطأ كبير.
تحية للدكتور نبيل العربى الذى أخرج وزارة الخارجية من دائرة الصوت العالى دون مضمون كما كانت أيام عمرو موسى، وكانت جثة هامدة مع أبوالغيط.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة