لأن كلمة الحق يبتغى الإنسان بها وجه الله فقط، ولأننى تعرضت من قبل للظلم، ووجدت أناساً يقفون بجانب الحق، فبرأنى الله، ولأن الظلم ظلمات يوم القيامة، فقد قررت أن أكتب هذه الكلمات كشهادة بما رأيته فى الواقعة التى يتهم فيها البعض الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة بالسماح للقناصة بقتل المتظاهرين فى المظاهرات أمام جامعة القاهرة، إذ إننى كنت موجوداً فى مظاهرات جمعة الغضب 28 يناير الماضى فى هذه الواقعة، وأشهد بما رأيت.
كنا قد نجحنا فى عبور متاريس الأمن أمام مسجد الاستقامة، ونحمل فوق أكتافنا سلاحنا الوحيد "الشعب يريد إسقاط النظام"، ولا ملجأ لنا مما نلاقى إلا الله، أخذنا طريقنا باتجاه جامعة القاهرة، لنجد مع نهاية حدود كلية الهندسة جنود الأمن المركزى فى انتظارنا بأيديهم البنادق، والقنابل المسيلة للدموع، وبأدينا "البصل" و"البيبسى" و"حسبنا الله ونعم الوكيل".
لنحو ساعتين كانت القنابل تدفعنا إلى الوراء، ولحسن حظوظنا، ولأن إرادة السماء كانت معنا، كان دخان القنابل يتجه ضد صفوف الأمن المركزى التى كانت تتراجع، وتفسح الطريق، وعندما نحاول أن نهرب تتراجع من جديد.. اندفع المئات منا باتجاه كلية الهندسة فى مبناها الذى يقع على اليمين وأنت قادم من اتجاه الجيزة، والموظفون يحاولون منعنا، ولكننا كنا آلاف الشباب والفتيات والشيوخ والنسوة، فاستطعنا أن ندفع الباب لنحتمى بالجامعة من الداخل، متوقعين أن رجال الأمن المركزى سيراعون حرمتها، لكن فوجئنا بهم يوجهون ضرباتهم نحونا.
ونحن نهرب باتجاه الكلية يمينا، كان بعض جنود الأمن المركزى يقفزون من على سور الكلية شمالا، لم يأبهوا بالجامعة، لا يشغل بالهم أنها مكان علم، وليست ساحة قتال، لم يدخلوا البيوت من أبوابها، اتخذوا من مبانيها مسرحا يوجهون من خلاله قنابلهم.
يقينى يهدينى، وأنا الذى شاهدت ما حدث، أن رجال "الداخلية" فى هذا اليوم المسلحين بالعصى والبنادق، لم يكونوا فى حاجة إلى اتصال برئيس الجامعة لاستئذانه باستخدام الكلية، ويقينى يؤكد لى أنهم كانوا هم القوة الوحيدة التى تفعل ما تشاء لأجل قمعنا مهما كلفهم الأمر.
نقطة أخيرة، هى أننى لم ألحظ تساقط شهداء أمام جامعة القاهرة، كما أننى سألت عدداً من الزملاء والأصدقاء الذين كانوا معنا، فأكدوا عدم وجود شهداء أمام الجامعة، إضافة إلى أننا فى بعض الأوقات كنا عندما نحاول أن نهرب من الدخان نقف مباشرة أمام حائط رجال الأمن المركزى، وحتى عندما حاولنا العبور وكان بإمكانهم فى هذا المكان الاعتداء علينا بالضرب بالعطى ولم يفعلوا ذلك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة