60 دقيقة هى المدة التى قضيناها فى مستشفى شرم الشيخ الدولى، والتى كشفت سر الحريق الذى أصاب الرئيس السابق حسنى مبارك بالذعر، وجعله يخرج مسرعا على قدميه خوفا على حياته، ووراءه زوجته سوزان.
فى البداية استقللنا «تاكسى» عاديا للوصول إلى المستشفى الدولى بشرم الشيخ، وقرر السائق بمجرد الوصول الانتظار فى الجانب الأيمن من المستشفى قبل الوصول إلى أحد أبوابها الرئيسية، تجنبا للتفتيش إذا وقف بجوار أحدهم، ونزلنا من التاكسى لنجد أمامنا 6 سيارات كبرى من الشرطة العسكرية أمام مستشفى، ومحاطة بمجموعة من عساكر الأمن المركزى و5 سيارات للشرطة العادية.
وبمجرد اختراقنا للسور الأمنى المحاط، استوقفنا موظف الاستقبال للسؤال عن سبب التواجد، فأجبنا أننا متواجدون للكشف الطبى، فسمح لنا بالدخول، ولكن مع تحديد مكان الدخول للكشف قائلا: «يمين فى شمال».
وبعد دخولنا وجدنا الأمر صعبا للغاية، فالتجول داخل المستشفى أمر مستحيل، خاصة أن العيادات الخارجية الخاصة بالكشف معزولة تماما عن المستشفى، وكل باب مؤدى إلى الأدوار العليا مغلق بكراسى أمام الأبواب، كما أن كل دور به موظفون من الأمن للسؤال عن سبب التواجد ومعرفة الهوية الشخصية، وكدنا نيأس من الدخول حتى أنقذنا أحد زوار مريض بالدور الثانى، وهو الدور الذى يسبق الدور الموجود به الرئيس السابق، وتحمس الزائر لوجودنا، واصطحبنا إلى زيارة قريبه، ودخلنا إلى الدور الثانى.
وفى هذا الدور لم نجد إلا الحديث عن الحريق الذى اشتعل فى المستشفى منذ عدة أيام، وأثار الذعر عند مبارك وزوجته سوزان، وقال نزلاء المستشفى إن مبارك خرج مسرعا خوفا على حياته، ووراءه حراساته وزوجته سوزان، وأشخاص يبدو عليه أنهم غير مصريين.
والقصة التى رواها أكثر من مريض بالدور الثانى، أن أحد أقارب مريض بالدور الثانى كان بصحبة مجموعة من الزائرين من جيرانه وأقاربة للاطمئنان على قريبة، إلا أن زيارته طالت لزيادة عدد الزائرين، فقرر الوقوف بجانب أحد الشبابيك ليدخن سيجارة، محتميا بزيادة عدد أصدقائه فى ذلك الوقت للاختفاء عن عيون العاملين والممرضات، نظرا لمنع التدخين فى المستشفى، وبعد ثوان ضبطته إحدى الممرضات، وطلبت منه إطفاء السيجارة على الفور لمخالفته قوانين المستشفى، مما اضطره لرمى السيجارة من الشباك الملاصق له دون النظر أسفله، وسقطت السيجارة على مجموعة من الأوراق الموجودة أسفل الشبابيك، وبعد ثوانى دق جرس إنذار الحريق فى كل أنحاء المستشفى، فتحرك المرضى والعاملون بهستيرية ناحية الأبواب، وكانت المفاجأة وجود الرئيس المخلوع يخرج مسرعا على قدميه مستندا على كتف زوجته سوزان، وهو يردد: «هيحرقوا المستشفى.. هيحرقونا يا سوزان» وخلفه الحراسات الخاصة بحمايته، وتم إنزال مبارك إلى الدور الأول حتى تعرفت إدارة المستشفى على سبب الحريق وتعاملت معه، ثم أعاده الأطباء إلى مكانه بعد أن أقنعوه أن الحريق تم بسبب عقب سيجارة تم إلقاؤثه دون قصد من الشباك وجاء على أوراق كانت موجودة أسفله.