لا تنتظر شيئاً حسناً من أولئك الذين يزرعون الفتنة ومسممى أفكار الناس، ويزعزعون إيمانهم فى الله وفى كتابه المقدس الجليل، سواء حصل ذلك فى البيت أو فى المدرسة أو الجامعة أو فى المعسكرات والندوات الشبابية أو دور العبادة أو القنوات الفضائية أو بعض المنشورات، فيما هذا إلا مجهودا شيطانيا يهدم النفوس حتى يجعلها تزدرى بكلمة الله التى أعطانا إياها كلها كلمات روحية.
ومما يؤسف له حقاً أن عملاً كهذا يسمم القلب بسرعة مدهشة، أكثر من تثبته بالنعمة والحق بكلمة الله، وما هذا إلا برهانا على فساد القلب واستعداده للبعد عن الله خالقه ومخلصه، فكم من الناس ينتقدون أقوال الله فى الكتب المقدسة التى فيها الغذاء الروحى للإنسان، أو يسفهون أحكامه أمام الشباب بغير علم أو بحث، فيسهلون للشباب عدم الإيمان بكلمته المقدسة، والشباب هم المستقبل وللأسف يدفعون بهم إلى الهاوية وهم لا يدرون.
فالويل ثم الويل لأولئك القادة العميان مهما سما فى العالم اسمهم وعلا شأنهم فى هذا العالم، فهم مكرهة الرب وحجر عثرة لنفوس كثيرة تطلب الحق وتبحث عن محبة الله لهم فيصدونهم عنه بانتقاداتهم غير المبنية على الحق والعدل، ولذلك وضعهم الله تحت غضبه ودينونته المخيفة إذ ينالون عقاباً أشد، فالتحذير الإلهى يقول: "من أعثر هؤلاء الصغار المؤمنين بى فخير له أن يعلق فى عنقه حجر الرحى ويغرق فى لجة البحر".
فهذة الآية من كلام الله تختلف تماماً فى أسلوبها وشدتها عن كلام التملق والكذب الذى ينطق به ناشرو السموم، أما زارعو الزوان فهم أولئك الذين يخلطون كلمة الله بالحكمة البشرية الخاطئة ودائماً يعملون على تحريف هذه الكلمة المقدسة بأن يحذفوا منها أو يضيفوا إليها أفكار البشر، ولذلك يستحقون ما جاء عنهم من قبل الرب قائلاً: إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى كتابه المقدس، وإن كان أحد يحذف حرفا واحدا من أقوال الله يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ولا يكون له مكان فى الحياة الأبدية، فكل إنكار وجحود من الذين لا يؤمنون بأن كتاب الله هو كلمة الله، فحجبهم لابد أن تكون مبنية على حقائق واقعة ومطابقة لها.
أخى القارئ العزيز نسمع صوت الرب فى هذا الأمر الذى يقول: "امحى الذنب بالتعليم السليم" ولا تتكل على أولئك القادة العميان الذين لابد لهم من السقوط فى الهاوية فيأخذونك معهم.. إن لك نفساً واحدة وهى خالدة فلابد أن تختار وأنت حى على الأرض، المكان الذى تقضى فيه الأبدية ولا يستطيع غيرك أن يختار لك هذا المكان فتتأمل الآن فى حكم الله لنا فى يوم الدينونة العظيمة، وكيف نقف أمام منبره العادل "مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى".
فأرجو من المصريين المسلمين والمسيحيين الحفاظ على ثورة 25 يناير، ثورة الوعى والتقدم، وأخشى من فقدان الاحترام والتقدير بيننا، فمصر مباركة من قبل الرب.
* كاتب قبطى .
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة