حمدى الكنيسى

اللهم احمه من أصدقائه!

الجمعة، 10 يونيو 2011 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكاد أتصور أنه يكاد يقول بكل الأسى والحزن: «اللهم احمنى من أصدقائى، أما أعدائى فأنا كفيل بهم!!».. إنه «الإسلام: ديننا الحنيف الذى يدفع ثمنا باهظا نتيجة لأفعال وأقوال البعض ممن ينتسبون إليه، ويتمسحون فى مبادئه، ويتحدثون - للأسف - باسمه وهم أبعد ما يكونون عن فهم حقيقته السمحة المتزنة، ويكفى أن نتوقف أمام ما شهدته السنوات الأخيرة ومنذ بدأ القرن الحادى والعشرون وحتى وقتنا هذا من أحداث جسام وتداعيات خطيرة قد تجسدها المشاهد التالية:
المشهد الأول: الصدمة المروعة!!

فى الوقت الذى لاحظ فيه المفكرون والمحللون أن ثمة إقبالا متزايدا من أمريكيين وأوروبيين وآسيويين على اعتناق الإسلام لأسباب وعوامل معروفة خرج علينا من أطلقوا على أنفسهم اسم «القاعدة» بأفكار وتصرفات تبتعد كثيرا عن صحيح الدين، ثم بلغت المأساة ذروتها بما حدث فى «11 سبتمبر 2001» عندما تم تفجير برجى التجارة العالميين، وبينما تتجمع الأدلة العلمية والواقعية على أن ذلك العمل الإرهابى الشنيع الذى هز أركان أمريكا وأصاب العالم بالذهول ليس إلا عملا جرى تخطيطه وتنفيذه بإمكانيات ومستويات فنية لا تتوفر إلا لدول أو أجهزة كبرى متقدمة، مثل «الموساد» والمخابرات المركزية الأمريكية «CIA» إذا بزعيم القاعدة الأخ «بن لادن» يخرج على الملأ بخطاب ملعون ينسب فيه لرجاله وتنظيمه ارتكاب الجريمة المدوية التى رفضها واستنكرها المجتمع الدولى كله.

المشهد الثانى : مزيد من الإرهاب

كأنما أراد أولئك المتأسلمون أن يصبوا مزيدا من الزيت على نار الكراهية التى تأججت ضد الإسلام والمسلمين «الحقيقين»، فقاموا بارتكاب أعمال إرهابية هنا وهناك سقط فيها أبرياء من كل الجنسيات، مصريون وعرب وأجانب، ولحسن الحظ تم اكتشاف عمليات إرهابية كبيرة موجهة لأمريكا وإنجلترا وكأنه لم يكن كافيا أنهم أعطوا مبررا لاحتلال العراق وأفغانستان والتدخل فى الصومال والسودان والسعى لتمزيق وتفتيت الدول العربية، بينما استغلتها إسرائيل لكى تجهض العملية السلمية، بل ترتكب الاعتداءات الوحشية التى بلغت حرب الإبادة ضد الفلسطينيين فى غزة، إلى جانب الانتشار السرطانى للمستوطنات والإسراع فى مخطط تهويد القدس!!

المشهد الثالث: الإساءة للثورة النبيلة

عندما بهرت مصر العالم بثورتها الشبابية الشعبية النبيلة، واستعادت لنفسها وللأمة العربية والإسلامية قدرا من الاحترام والتقدير، خرج علينا بعضهم بتصريحات وتصرفات تكاد تعيد إلى الأذهان فى الغرب والكثير من دول العالم تلك الصورة المزيفة غير الصحيحة عن الإسلام والمسلمين، فقد خرج منهم من ارتكب جريمة إحراق بعض الكنائس ولو أنهم يفهمون الإسلام حق فهمه لاستوعبوا مثلا ما فعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند فتح القدس، حيث اعتذر للبطريرك عن قبول دعوته لأداء الصلاة فى كنيسة القيامة عندما حل وقتها، قائلا له: إنه يخشى لو أنه صلى فيها أن تكون هناك أية شبهة لحق إسلامى فى المكان، ليس ذلك فقط ما فعله أمير المؤمنيين فقد لاحظ أثناء جولته فى المدينة وجود مقالب للقمامة حول أماكن العبادة، فأخذ هو ومن معه يحملون النفايات بأيديهم وينقلونها بعيدا عن الكنائس!!

لم يفهم أولئك المتمسحون فى الإسلام هذه الدروس العظيمة، وواصلوا ارتكاب أخطائهم وخطاياهم، فظهر منهم من كاد يشعل فتنة جديدة بين أهل السلف والصوفية حول مشروعية «الموالد الشعبية»، وقام بعضهم بهدم أضرحة الأولياء المنتشرة فى كثير من المساجد، وهكذا لاحت فى الأفق ملامح الفتن الطائفية التى لا تسىء فقط إلى ثورة 25 يناير بل تهدد ربيع الثورات العربية التى تتعلق بها الآمال للخروج بالأمة العربية والإسلامية من أحوالها السيئة إلى آفاق تبشر بالخير والنهضة والتقدم.

قالها الإمام محمد الغزالى:

«إن فقه بعض السلفيين يخالف الإسلام وروحه لأنه يدعو إلى العودة إلى عصور البداوة، ويطلق العنان لدعوات التكفير ضد كل المذاهب والأديان».

قال الرسول عليه الصلاة والسلام:
«آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة