مع تواصل الجدل حول قضية النوبة، والتركيز الإعلامى فيها على وجهة نظر واحدة تتمثل فيما يسمى بـ«اضطهادهم التاريخى»، تلقيت رسالة من الناشط السياسى والمثقف النوبى الأصل ممدوح كامل، يستنكر فيها إغفال الحديث عما يسميه «فضل الوادى على النوبة».
يقول ممدوح كامل فى نص رسالته: «عاشت النوبة التى هى فى جنوب مصر مجتمعا فقيرا يعتمد على الزراعات البسيطة، ومحصولها الرئيسى هو البلح الذى كان ينتظره النوبيون كل عام لمقايضته، بمواد غذائية أخرى تنتجها محافظات أخرى، مثل السكر والقمح والأرز وخلافه»، ولفت ممدوح النظر إلى سر التواجد الكبير للنوبيين فى حى عابدين، قائلا: «جاء النوبيون إلى عابدين من أجل القصر الجمهورى، ونكاد نكون احتللنا عابدين لأن معظمنا كان يعمل فى القصر، وهذا مما أعطاه الوادى للنوبيين، أما عن الظرف الاجتماعى الذى خلقته ثورة يوليو عام 1952، والذى أعطى مجانية التعليم، وأتاح الفرصة للجميع فى التوظيف والعمل والترقى، فأكاد أجزم بأن النوبيين كانوا أكثر من استفادوا بكل هذا، وأطالب بالكف عن البكائية المزيفة وهى «حق العودة»، التى اقترنت بمشروع السد العالى العظيم، والذى عاد بالفائدة على كل مصر، فهو حصالة المياه لها التى يستفيد منها كل المصريين على حد سواء».
يتعجب ممدوح كامل، مما قاله أحد النوبيين بأن النوبة تعرضت إلى تطهير عرقى قائلا: «إن التطهير العرقى يعنى التهميش والحرمان من الحقوق، وهذا خطأ كبير يدخل ضمن البكائية المفتعلة، والرد عليه فى أن النوبيين انتشروا فى كل الوادى، من ضباط فى الجيش إلى مدرسين فى المدارس، وأساتذة فى الجامعات ورؤساء شركات وفنانين وغيرهم، ويحدث ذلك دون التفرقة بين نوبى وغيره، وأقول لمن تحدث عن التطهير فى النوبة أمام دوائر أمريكية، إن موقفكم السياسى ضد جمال عبدالناصر هو تعبير عن موهبة مشوهة منكم».
انتهت رسالة المثقف والناشط ممدوح كامل، وختمها بقوله: «أنا نوبى يشرفه الانتماء إلى جمال عبدالناصر».