كنت قد قررت تجاهل تصريحات قيادات جماعة الإخوان وما أكثرها وأبعدها عن الموضوعية والمنطق بعد ثورة يناير، انطلاقا من يقين شخصى بأن هناك رغبة مخطط لها من قيادات "الجماعة" بخطف الرأى العام وإلهائه بموجات من التصريحات المستفزة التى تثير الخصوم السياسيين وتخلق حالة من الجدل المفتعل يكون طرفها دائما جماعة الإخوان، وذلك حتى الانتخابات المقبلة، فهى الحيلة السياسية التى تفتق عنها أذهان قياديى الجماعة لتسخين الأجواء وإبقاء الخلاف السياسى مختلطا بالقناع الدينى، ومن ثم يسهل دفع الأغلبية الصامتة عند أى انتخابات، إلى الاختيار المغلوط، قياسا على الاستفتاء الماضى، بين "المشروع الإسلامى" و"مشروع الكفار".
كان لابد أن أتراجع عما قررته من تجاهل للأقوال "الإخوانجية" المرسلة، لأن كل تصريحات قياديى الجماعة فى كفة وتصريحات المرشد فى رسالته الأسبوعية الأخيرة فى كفة أخرى، فقد أوضح لنا فضيلته كيف اصطفى الله عز وجل جماعة الإخوان لتكون شعب الله المختار على عكس ما قالت به اليهود "نحن أبناء الله وأحباؤه" – المائدة 18"، وأكد فضيلته أن الانتقام الإلهى مصير كل من يتجرأ ويدوس على طرف "جماعته" أو يظلمها، وأن الهزائم العسكرية التى لحقت بمصر فى 1956 و1967 وحتى انتصار ثورة يناير لم تكن إلا بفعل الانتقام الإلهى من الدولة المصرية وحكامها الذين ظلموا "الجماعة"، وحتى لا يتهمنى أحد بتحريف كلام الدكتور بديع، أورد نص ما قاله فى رسالته الأسبوعية، "بعد كل تنكيل بالإخوان هناك انتقام إلهى.. كان الانتقام الإلهى شاملا وعاما فعقب اعتقالات الإخوان فى 1954 كانت هزيمة 56، وعقب اعتقالات 65 للإخوان كانت الهزيمة الساحقة فى 67 وفى مصر مبارك تعرض الإخوان للاعتقالات والسجن والمحاكمات العسكرية الظالمة فكان سقوط النظام بأكمله".
من السهل الرد على مزاعم وأساطير الدكتور بديع حول اصطفاء الله للجماعة التى كانت محظورة، أو حول هولوكست الإخوان، انطلاقا من قوله تعالى "بل أنتم بشر ممن خلق- المائدة 18"، فالذين ذاقوا الاستبعاد والتنكيل منذ 1952 وحتى ثورة يناير ينتمون إلى كل الأطياف السياسية، ولم يخرج أحد ليزعم أنه صاحب الفضل الأكبر أو الأكثر تعرضا للظلم والتنكيل سوى قيادات جماعة الإخوان، ولم يسبغ أحد الطابع الدينى على خطابه بمثل هذه الدرجة من المغالطة والتحريف سوى قيادات جماعة الإخوان، ولم يسارع أحد إلى استغلال وتزوير إرادة الشعب فى ثورة يناير العظيمة مثلما فعل قياديو الجماعة، ولم يعلن أحد الشماتة فى الهزائم والنكبات التى حاقت بمصر ويستغلها زورا للتزلف للمجتمع وتغييب المصريين سوى قيادات الإخوان، ومع ذلك ليس هذا مربط الفرس، وإنما القصد أن نعرف ونحن مقبلون على فترة من الحراك السياسى والانتخابات والعمل المشترك أن نعرف كيف يفكر فصيل يزعم المطالبة بالدولة المدنية ويدعو الفصائل الأخرى إلى المشاركة لا المغالبة!
كيف تستقيم المشاركة مع فصيل يزعم لنفسه مرتبة سامية عند الله دون سائر البشر أو المسلمين، ولا أقول الفرقاء السياسيين؟ كيف تتأسس الدولة المدنية ومؤسساتها وأحد الفصائل يزعم حصوله على دعم إلهى مباشر ويهدد خصومه السياسيين المساكن بانتقام ذى الجلالة الجبار؟ أريد فقط أن أفهم كيف يمكن أن نختلف مع أبناء الله وأحبائه من جماعة الإخوان، ولا يقل لى أحد نكتة الفصل بين "الحرية والعدالة" وبين الجماعة الأم ومرشدها المعصوم!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حماده
كلامك ولا يستاهل القراءه
انا ما قرأ المقالة
لانى عارف حقدك على الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الله
مفيش حد هيقرأ لك
عدد الردود 0
بواسطة:
علي قنديل
شعبيتهم كل يوم تكتر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري حر
لا فض فوك
عدد الردود 0
بواسطة:
م/عمرو فوزى
لا والله العظيم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الدواخلى
دة ايه
ايه الكلام دة وحتى لو قال كدة انت ايه اللى مضايقك
عدد الردود 0
بواسطة:
mohammed
10/10
10/10
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري مش فاهم حاجة
مقال اكثر من رائع كالعادة تميز بالصدق والموضوعية
عدد الردود 0
بواسطة:
فايز
كرمك صح
لان الظلم وقع على جميع فئات الشعب
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد مكادى
عيب