أكاد أشك فى نفسى لأنى أكاد أشك فيك وأنت منى.. هكذا تغنت كوكب الشرق أم كلثوم فى «ثورة الشك» التى بدأ كثير من الناس يستعيدون صداها الآن مع عودة نغمة التصريحات الكبيرة والحديث الوردى من كبار المسؤولين فى حكومة الدكتور شرف مثلما كانت الحكومات السابقة تفعل لتخدير الناس وخداعهم ومداعبة مشاعرهم.
الشك بدأ يدب فى النفوس مع دوران آلة الكلام الكثير والتصريحات حول المشاريع القومية الكبرى «وتماثيل رخام على الترعة وأوبرا» - على رأى عمنا صلاح جاهين- فى الوقت الذى تبدو فيه حاجات ومطالب الناس واضحة وجلية للعيان، فالأمن الذى يستعطف الناس الحكومة من أجله مازال باهتا وشاحبا ووعود عودته بعيدة المنال. والقضاء على الفوضى والبلطجة وسرعة الانتهاء من محاكمات رموز الفساد تثير الشك فى أداء الحكومة، وعدم حسم مسألة إعداد دستور جديد قبل الانتخابات وغياب الرؤية المستقبلية للنظام السياسى للدولة، والسماح لهذا الكم من التيارات الدينية التى تطلق فتاويها وتصريحاتها المهددة لوحدة الوطن وسلامة نسيجه الوطنى، يثير الشك أيضاً. فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا دخل الدكتور عصام شرف فى دائرة التقليد لرؤساء ووزراء العهد السابق وأعلن من باب التطمين والتفاؤل وبعث الأمل، عن مشاريع كبرى قريباً فى جميع أنحاء مصر، فى السويس والصحراء الغربية والشرقية ومنخفض القطارة بهدف جذب الاستثمارات العربية والأجنبية والمحلية ولدفع عجلة الاقتصاد المتراجع وتوفير آلاف من فرص العمل للمصريين. لا نريد أن نقارن بين إعلان الدكتور شرف وتصريحات وهمية سابقة لرؤساء وزراء مبارك فى الثلاثين عاما السابقة والتى كان أبرزها مشروع توشكى وشرق التفريعة وغيرهما والتى كان من المفترض أن تتحول مصر بفضلها إلى دولة إقليمية عظمى و«نمر اقتصادى على النيل» مثلما كان يردد دائما كالببغاء رئيس وزراء بيع القطاع العام عاطف عبيد، ثم اتضح أن النمر كان من ورق وفساد كبير.
لا نريد أن نصل إلى مرحلة «ثورة الشك» فى حكومة شرف التى جاءت من ميدان التحرير. فلا إفراط فى التصريحات ولا مبالغة فى الوعود وتحديد الأولويات هو المطلوب الآن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة