من منا لم يقرأ الفاتحة على شهداء الثورة المصرية فى 25 يناير؟.. ومنا منا لم يراوده حلم أن يشارك فى أى عمل إيجابى، من أجل مصر، التى ننشدها مستقبلا؟.. أقول هذه المقدمة بمناسبة المبادرات التى خرجت علينا ليل نهار عن المشاركة السياسية والانخراط فى العمل العام، حتى أصبحنا نرى ظاهرة جديدة فى مصر، وهى ندوات ومناظرات، سياسية مدفوعة الأجر مقدما، ولا أنسى وأنا المتابع، عبر سنين ليست قليلة فعاليات الأحزاب، والحركات والتظاهرات، وقد خلت ـ إلا ممن رحم ربى ـ من أشخاص لا يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة.
ويحضرنى أحد قيادات حزب العمل، والذى كان يداوم على التظاهر بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع، ودفعنى فضولى الصحفى، لأقول له أننى أشاهدك فى كل مرة نفس الكلام والهتافات، فقال لى إنها "السياحة الفكرية".
أقول هذا الأمر بعد أن رأيت أن العديد من الشركات والمؤسسات، وحتى الإعلام راحت تحصد مكتسباتها من الثورة، والنجاحات التى حققتها فى الشارع المصرى والعالم أجمع، ويبدو أن الكل قد جنى الثمار، من خلال بورصة مكتسبات الثورة فى الشارع المصرى، فالفضائيات راحت تنطلق باسم التحرير والميدان و25 يناير، أما الصحف الجديدة فخرجت علينا بأسماء التحرير والميدان والثورة، وغيرها الكثير، أما البرامج على شاشات، الفضائيات الخاصة والعامة فحدث ولا حرج، فقد رأت أن تختار أسماء الميدان والشهداء و25 وغيرها.
الأمر لم يتوقف على الإعلام، لكن العديد من الشركات الخاصة والكيانات التجارية الضخمة، راحت تستخدم أسماء الغد والأفضل، والشباب والثورة، لجذب المستهلكين إليها، وهنا على سبيل المثال، إحدى شركات مياه غذائية أطلقت مثلا حملتها تحت عنوان "بكرة بدأ بفكرة"، وشركات أخرى أنتجت ما عرف بلحاف الثورة وبطانية التحرير، وقس على ذلك، عزيزى القارئ، الكثير من الشركات قد استفادت، ومازالت تستفيد وستزداد مكاسبها، أنا ليس لى اعتراض على ذلك، لكن أطرح مبادرة على القطاع الخاص المصرى، من خلال المسئولية الاجتماعية له، والذى لا يساورنى شك فى كونه قطاعا وطنيا ومصريا، وعانى الكثير كما عانى كافة الشعب المصرى من النظام السابق وأذنابه، لكن رؤيته ومنهجه بعد 25 يناير تغيرت تماما، ولذلك قمنا جميعا كمصريين نبحث كيف نحقق ونشارك فى صنع مستقبلنا، دون أن نتذكر اللاعبين الأساسيين، فى هذه الثورة ومن دفع أغلى ثمن لهذا التغير، إنهم عزيزى القارى، الشهداء والمصابين، من المصريين على طول البلاد وعرضها.
المبادرة التى أطرحها، تتلخص فى أن تخصص كل الكيانات الاقتصادية، التى استفادت من الثورة، جزءا من أرباحها، لصالح مؤسسة خيرية، تتولى رعاية أسر شهداء ومصابى الثورة، عن طريق إيجاد فرص عمل لهم، وتخصيص حياة اجتماعية كريمة لهم، من مسكن وملبس ومشرب وتعليم جيد، وأنا على يقين بأن القطاع الخاص المصرى، لن يدخر جهدا فى إنجاح، هذه الفكرة، كما أن المستهلك المصرى، لن يتأخر أبدا عن دعم، هذه المبادرة، وهو على يقين، بأن هذه المبادرة، هى أقل تكريم لشهداء ومصابى مصر، الذين سطروا، بحروف من نور، اسمها فى تاريخ الثورات العالمية، فى العصر الحديث.
تلك المبادرة تحتاج مخلصين، ليقوموا عليها، وإن كنت اقترح، بأن تكون للمؤسسات الخيرية، الكبرى والخبراء والمتخصصين العاملين فى العمل الأهلى، أن تكون لهم المبادرة، فى تقديم خبراتهم وعونهم، إلى القائمين على هذه المبادرة، وأرى أن يجرى عليها حوار مجتمعى، حول النموذج الأفضل، لتقنين هذه المبادرة قانونيا.
وإن كنت فى داخلى، أرى أن تكون ضربة البداية، الآن وليس غدا، ودعوة رجال الأعمال المصريين، الذين ظهر معدنهم الأصيل، تجاه هذا الشعب المصرى، وقت المحن، وراحوا يبذلون، ويقدمون الكثير للشعب المصرى، خلال فترات كثيرة ومحن كبيرة، مر بها الشعب المصرى، على مدار تاريخه، سواء فى وقت السلم أو الحرب، وإذا حققنا ذلك سنكون، فعلا قد حققنا شعارنا، "ارفع رأسك فوق أنت مصرى".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد هيكل
يوم الشهيد
عدد الردود 0
بواسطة:
amani reda
هايل
هايل يا احمد يا مصطفى
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
ارحمونا