محمد منير

الفقراء لهم الجنة.. فلمن الثورة؟

الأربعاء، 15 يونيو 2011 10:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفقراء لهم الجنة.. عبارة جميلة شأنها تحويل الصراع الأرضى من صراع على الثراء أو حتى الستر إلى صراع على الفقر والجوع لنيل شرف السعادة الأبدية.

لهذا فأنا على يقين أن ثورة يناير لم تكن ثورة الفقراء وليس دليلى على ذلك، أنهم لم يشاركوا فيها أو أنها لم تقدم لهم حلولاً دنيوية تحرمهم بها من شرف الخلود فى النعيم، فنتائج الثورات لا تكون فى أيام وشهور، وإنما دليلى على ذلك أن الثورة استندت على أهداف عامة جميلة براقة تحمل من السجع اللفظى للهتاف به فى المظاهرات أكثر من المحتوى "حرية – تغيير – عدالة اجتماعية"، "الله .. الله.. إيه الجمال ده".

تحت قوة الشعار الذى استظل برايته ملايين المصريين فى ثورتهم رحل الطاغية وانتقل بعض الطغاة إلى السجون، وكأن التغيير تم.

كافة المشروعات الاقتصادية ذات الطابع الاستبدادى الفاسد والاستغلالى مازالت بكامل عنفوانها وبكل آلياتها، ولا ينافسها أى مشروع تنموى عام، ومازال دم وفائض قيمة جهد المصريين وعرقهم يحوّل يومياً إلى حسابات المستغلين والناهبين فى البنوك، حتى لو كان منهم من يقضى لحظات استراحة ونقاهة وراء القضبان.

القوى السياسية بكل أطيافها ما زالت تعمل "على قديمه"، فاليساريون مشغولون بتنظيم اجنحتهم الكثيرة فى أحزاب أكثر، والرأسماليون حذرون صامتون، والقوى الدينية الإسلامية تشحذ الجماهير والأتباع بقوة السماء تحت شعار "الإسلام هو الحل"، والحكومة المؤقتة حائرة بين عملها بأدوات النظام السابق ومفاهيمه وبين ملامح الشرعية الثورية التى لا تعيها ولا تجيد التعامل معها ،وربما لا تعرفها من الأساس، فهى ليست جزءاً منها.

أى من الأحزاب والقوى السياسية لم يقدم برنامجاً واضحاً يجيب به على هذه الأسئلة:

ما هى طبيعة الحكم المناسبة لمصر فى الفترة المقبلة؟ وما هى آليات الثورة لتحقيق التنمية فى مصر والقضاء على الفقر وإعادة توزيع الثروة؟ وما هى المشروعات المقترحة لذلك؟

ما هو الموقف من التمركزات المالية لبعض رجال الأعمال المصريين والناجمة عن فساد الحكم فى السنوات الماضية، وهل سنكتفى بالبحث عن شرعية هذه التمركزات أو عدمها من خلال أحكام قضائية مستندة على قوانين وتشريعات وضعت بواسطة موظفين لدى النظام السابق، أم سنلجأ الى الشرعية الثورية لإعادة الأموال المنهوبة.. وكيف سيتم ذلك؟

ما هى الآليات والمشروعات أو حتى الاقتراحات لمواجهة نتائج الحكم الفاسد السابق من فقر وجوع وتردى فى التعليم وانهيار البنية الصحية للمصريين إلى درجة أصبح فيها الموت السريع رفاهية يحلم بها المرضى؟

ما هو الموقف من المخاطر التى تهدد حدود مصر الشرقية والجنوبية؟ وما هو الموقف من القضية الفلسطينية والوحدة العربية؟

لم يقدم أى من الأحزاب أى برنامج واضح به إجابة على هذه الأسئلة وغيرها أو رؤية عملية واضحة للمرحلة المقبلة ومازلنا فى مرحلة الشعار اللفظى "حرية – تغيير – عدالة اجتماعية" و"الإسلام هو الحل" ولم يجب أحد كيف؟

إذا كان فى إمكانى فأنا أطرح مبادرة تقوم فيها التشكيلات السياسية فى مصر بتقديم رؤيتها وبرامجها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والتى يمكن أن يدار حولها حوار شعبى بحق نخلص منه الى سياسة واضحة لتحقيق الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية.. وقتها فقط ربما يضمن الفقراء الجنة وجزء من الدنيا، أو حتى نضمن للأغنياء فرصة ما فى الجنة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة