عادل السنهورى

مبادرة لإنقاذ السياحة المصرية

الأربعاء، 15 يونيو 2011 07:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو النوايا صادقة وبدون «شو إعلامى» يمكن أن نعوّض خسائر السياحة بعد 25 يناير. مصر من الدول التى تفتقر إلى كيفية الاستفادة من السياحة الداخلية، وبالتالى يضيع عليها مورد دخل حيوى يعوّضها فقدان السياحة الخارجية فى الظروف الصعبة مثل التى نعيشها الآن.

فى أعقاب الحادث الإرهابى فى الأقصر فى نوفمبر 97 الذى راح ضحيته 58 سائحًا أجنبيًا، التقيت فى لندن مع رئيس منظمة السياحة العالمية، ودار النقاش حول وضع السياحة المتردى فى مصر بسبب الحادث، وكيفية استعادة السياحة عافيتها من جديد. تعجب الرجل من عجز المسؤولين عن السياحة فى مصر من اتخاذ أية خطوات لتنشيط السياحة الداخلية واستغلال الكثافة السكانية الكبيرة التى تتمتع بها مصر، وبالتالى تستطيع تعويض السياحة الأجنبية.

لكن يبدو أن الترفيه عن الشعب، ومنحه فرصة الاستمتاع بشواطئ ومتاحف بلده، لم يكن له أى اهتمام لدى المسؤولين فى النظام السابق، فالشواطئ تم غلقها فى وجوه الفقراء، ولم تعد مجانية، والقرى السياحية والمنتجعات لم يستمتع بها سوى شريحة صغيرة تمتلك الثروة والنفوذ، ولم يعد أمام السواد الأعظم من الشعب سوى السياحة فى ذكريات الماضى عندما كانت الدولة تنحاز فى كل شىء لصالحهم.

تنشيط السياحة الداخلية قضية مهمة الآن لتعويض الخسائر وإنعاش الصناعات والخدمات الاقتصادية المرتبطة بقطاع السياحة، واستمرار تشغيل آلاف العاملين، ولو بعائد أقل.
المسألة تحتاج إلى تضحية مؤقتة من أصحاب المنشآت والفنادق السياحية، بتقديم عروض حقيقية مغرية وبأسعار منخفضة لتنشيط السياحة الداخلية لتشجيع الناس. ومثلما سارع المصريون لدعم البورصة المصرية وإنقاذها من الانهيار، سوف يبادر ملايين المصريين بإنقاذ السياحة المصرية من الانهيار أيضا بشرط تضافر جميع الجهود، واعتبار ذلك استراتيجية للقائمين على أمر السياحة فى مصر، وليس مجرد بديل لوقت الأزمات فقط.
وزارة السياحة أو حكومة الدكتور شرف يمكنها أن تطرح مبادرة «إنقاذ السياحة المصرية»، فالصيف قادم والإجازات على الأبواب، وملايين الشباب سيكون لديهم الاستعداد للمشاركة فى المبادرة.

والفرصة متاحة أمام الدكتور منير فخرى عبدالنور للنظر إلى الداخل بدلا من طرق أبواب الخارج على أهميته، ولكن نتائجه ستظهر على المدى البعيد، ونحن فى حاجة إلى إنقاذ عاجل لأحد أهم موارد الدخل القومى لمصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة