عادل السنهورى

ثورة 23 يوليو و«الثوار الجدد»

الخميس، 16 يونيو 2011 07:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تظل ثورة 23 يوليو هى الحدث التاريخى الذى لا يزال يشكل العلامة البارزة ونقطة التحول الأساسية فى تاريخ مصر ومسارها الوطنى، وستظل من أهم أحداث التاريخ الإنسانى، وأكثرها تأثيرا فى المنطقة العربية والأفريقية والدولية.

عبّرت ثورة يوليو وبصدق عن روح شعب مصر ورغبته فى حق الحياة الكريمة والحرية والاستقلال الوطنى فأحدثت تغييرات جذرية فى المجتمع المصرى وامتد تأثيرها لتشكل قاعدة لدعم حركات التحرر الوطنى فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بقيادة زعيمها الخالد جمال عبدالناصر، ولذلك تظل ثورة يوليو باقية فى وجدان وأعماق الشعب المصرى وتظل ذكراها عيدا وطنيا يعتز به المصريون فى 23 يوليو من كل عام.

وإذا كنا نعتز جميعا بثورة 25 يناير فهذا لا يعنى أن ما قبلها باطل وقبض الريح، فثورات الشعوب نضال متصل وليس منقطعا وقيام ثورة لا يلغى أخرى بل هى امتداد طبيعى يعكس حيوية وعافية تلك الشعوب ورغبتها الدائمة فى التغيير إلى مستقبل أفضل. وقياس نجاح الثورات يحسب بحجم الإنجاز والتغيير الذى أحدثته فى مجتمعها ومحيطها وبقاؤها يظل مرتبطا بحجم هذا التأثير الممتد لها.

ومن يدعو إلى إلغاء الاحتفال بعيد ثورة يوليو واعتبارها شرعية عسكرية يجب القضاء عليها بعد قيام ثورة يناير التى أسست لشرعية الجماهير، فإنه لا يعى ولا يدرك أنه يدعو إلى إلغاء حقبة تاريخية شامخة مازالت هى الحدث الأهم فى تاريخ مصر، ويدعو، من حيث لا يدرى، إلى وضع ثورات الشعب المصرى فى مواجهة بعضها البعض وعقد المقارنات فيما بينها، وهذا نوع من العبث الثورى الجديد الذى يمارسه نفر من «الثوار الجدد» من هواة النضال فى الفضائيات الذين يريدون احتكار ثورة يناير والتحدث باسمها وجعلها هويته وبطاقته الشخصية فى المناسبات. وهنا يبرز الخطر فى مثل هذه الدعوات الملغومة، فثورة يناير مازالت فى مهدها ومازالت فى مرحلة التمكين ولم تضع بعد أوزارها ولم يلمس الناس النتائج الحقيقية لها، مثلها مثل كل الثورات تستغرق وقتا حتى تظهر نتائجها.. والخطر كل الخطر أن يشعر البعض ممن يدعون التحدث باسم ثورة يناير بأن 25 و28 يناير و11 فبراير هى النهاية ومنتهى الأمانى والأمل، فيبدأ فى الشطط والشطح ويطالب بإلغاء تاريخ ما قبلها مثل تاريخ ثورة عظيمة هى ثورة 23 يوليو. فثورة الشباب فى فرنسا فى 68 لم يخرج أحد منها يطالب بإلغاء الاحتفال بالثورة الفرنسية الأم فى يوليو 1789 التى مازال الفرنسيون يعتزون ويفتخرون بها وبقيمها فى العدل والمساواة والإخاء رغم مآسيها وضحاياها.
علينا الحذر من مثل تلك الدعوات المغرضة ورفضها، فهى تدعو للانشقاق والفتنة، فثورة يوليو وثورة يناير وما قبلهما سطور نضال متصلة فى تاريخ مصر الوطنى الذى ساهم فى صنعه الشعب وجيشه ولكل ثورة عيد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة