السياحة من التحرير إلى الهرم

بدأتُ أمس الحديث عن «بنك الأفكار» الذى تولد بعد ثورة 25 يناير وبادر به الكاتب ورجل الأعمال الدكتور محمود عمارة، وذكرتُ جانبًا مما قاله لى حول ملاحظاته عن الوضع الحالى، ومطلبه بتوفير البيئة الصالحة لأصحاب الأفكار والمشروعات التى يتم طرحها فى البنك من أجل تحويلها إلى واقع عملى، وأستكمل ما ذكره لى..

قال عمارة إن مشكلة كل مشروع تتمثل إما فى التمويل أو فى البيروقراطية العفنة التى من شأنها أن تعرقل أية فكرة جادة. ويضيف عمارة أنه من خلال هذا التشخيص عاهد نفسه على أن يمشى وراء كل مشروع جاد يتم تقديمه إلى البنك، بأخذ صاحبه إلى مجلس الوزراء لمناقشته بجدية، ثم تأتى بعد ذلك مرحلة البحث عن مصادر التمويل مصرية أو أجنبية، وحدث هذا حتى الآن مع أربعة مشروعات، واحد منها وافقت مؤسسة تمويل تركية على تمويله بـ «700 مليون جنيه»، فماذا عنه؟
يتلخص المشروع فى ربط ميدان التحرير - باعتباره معلمًا سياحيّا حديثًا ومهمّا بعد ثورة يناير - بالأهرامات الثلاثة باعتبارها أهم معلم سياحى قديم فى مصر، وهذا الربط يكون عبر النيل بمعنى وصول السائح من التحرير إلى الهرم عبر مركب من التحرير حتى المستشفى العسكرى، ومن أمام المستشفى يمر بفتحة ترعة المنصورية بطول 12 كيلو مترًا بعد أن يتم تنظيفها، وسيمر السائح على حقول زراعية يحصل صاحبها على نحو 30 ألف جنيه فى السنة ويزرع أرضه فى الوقت نفسه.

المشروع فيه تفاصيل أخرى وسبق لعمارة أن كتب عنها، والواقع يقول الآن إن هناك تمويلاً من تركيا له بمعنى أن هناك مؤسسات تمويلية خارجية ترغب فى الاستثمار، عكس ما يردده البعض بأن ما يجرى الآن من حساب لرجال الأعمال الذين أفسدوا فى مرحلة نظام مبارك، سيؤدى التى تطفيش الاستثمار، والفضل فى ذلك يعود إلى بنك الأفكار الذى ننتظر منه أفكارًا إنتاجية، كما يُنتظر من كل مصرى لديه مشروع جاد التقدم إليه.