حلمى النمنم

جاسوس إسرائيلى.. ما الجديد؟

الأحد، 19 يونيو 2011 04:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أفهم سر الدهشة التى بدت فى صحفنا جراء الإعلان عن اكتشاف عميل للموساد كان فى ميدان التحرير، طوال أيام الثورة، وأنه حاول إثارة الفتنة الطائفية، فضلاً على السعى للوقيعة بين الجيش والشعب، هل كنا نتوقع أن تكف إسرائيل عن إرسال الجواسيس ومحاولة تجنيد العملاء؟ وهل كنا نتصور - مثلاً - أنها سوف ترسل جاسوسًا لها كى يحاول تدعيم الوحدة الوطنية وتأكيد الارتباط العضوى بين الجيش والشعب؟ أم ترانا تصورنا أن إسرائيل سوف ترسل باقات الزهور والورود إلى المتظاهرين وإلى المساجد والكنائس؟

* منذ سنة 1979 ونحن نرتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل، وقد التزمنا بالمعاهدة، وحرصنا على استمرارها، وهم كذلك أكثر حرصًا منا، والمعاهدة أنهت الصراع العسكرى وحالة الحرب بالسلام بين الدولتين، لكنها زادت من الصراع فى المنطقة بين الدور المصرى والدور الإسرائيلى، إسرائيل تصورت أن السلام مع مصر يعنى أن تتسلل إلى كل الدول العربية وتقيم معها علاقات وتعاملات اقتصادية، بدعوى أن الدولة الكبرى أقامت السلام، وكان على مصر أن تتصدى - قدر الإمكان - لذلك، أو لا ترحب به، لأنه خصم من رصيدها ودورها فى المنطقة، وفى المنظمات الدولية ازداد الصراع، ومصر هى التى قادت الدعوة فى الأمم المتحدة، وفى غيرها من المنظمات لإخلاء المنطقة من السلاح النووى، والواقع أن إسرائيل هى المضارة من تلك الدعوة التى وجدت آذانًا مصغية أو تفهمًا فى السنوات الأخيرة.. ولنتذكر الحملة الحضارية التى شنتها اليونسكو على المرشح المصرى لمنظمة اليونسكو سنة 2008، ونحن نتابع الصراع فى دول حوض النيل، والأصابع الإسرائيلية القوية التى وصلت هناك، وكل هذه الصراعات لابد أن يصاحبها عمليات تجسس وزرع العملاء وتكوين الشبكات، ويجب القول إن التجسس والتخابر بين الدول لا يتوقف، حتى فى ظل العلاقات السلمية والمهادنة بينها، وحتى لو كان هناك تخاصم بينها. فى الولايات المتحدة ضبط جواسيس إسرائيليون يتجسسون لسرقة أحدث التكنولوجيا العسكرية الأمريكية ونقلها إلى الدولة العبرية.

* لا أظن أن المخابرات الإسرائيلية وحدها هى التى اهتمت بأن تتابع ما يجرى فى مصر طوال أيام الثورة، فمنذ عدة أسابيع طردت مصر دبلوماسيّا إيرانيّا لأنه كان يقوم بأعمال تجسس ومحاولة تجنيد العملاء، ولم تعلن الأجهزة الرسمية تفاصيل ما كان يقوم به ذلك الدبلوماسى، ومازالت قضيته موضع تحقيق، والمتابع للعلاقات الدولية الإقليمية يتوقع أن العديد من أجهزة المخابرات - بالضرورة - كان لها تواجد، أو حريصة على التواجد، فى ميدان التحرير، وفى مصر كلها إبان الثورة وبعدها، مثل المخابرات المركزية الأمريكية وغيرها من أجهزة المخابرات الأخرى كالبريطانية والفرنسية والروسية، وهذه الدول كلها ليس لنا عداء معها، ولكن الأمر يتوقف على أهمية دور مصر، ومن ثم يهمها أن تتابع بدقة ما يجرى، وما يمكن أن يحدث، وفى وسط هذا كله لابد أن تكون إسرائيل هى الأكثر انشغالاً وقلقًا.
* ليس غريبًا - إذن - أن ترسل إسرائيل جاسوسًا لها، وأتصور أنها لم ترسل جاسوسًا واحدًا، المهم أن أجهزتنا الوطنية تمكنت من كشف الجاسوس ورصده مبكرًا، وفى اللحظة المناسبة تم الإمساك به والمهم - أيضًا - أن تكون أجهزتنا قادرة دائمًا على كشف جواسيس الموساد والإمساك بهم، ونحن نثق فى ذلك.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة