أول رد فعل على تعيين الدكتور محمد العرابى وزيرا للخارجية جاء من إسرائيل.
تل أبيب وفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أعربت عن قلقها بعد إعلان العرابى أنه سيسير على نفس السياسة التى وضعها الدكتور نبيل العربى ليعبر عن طموحات وآمال المصريين عقب ثورة 25 يناير.
إسرائيل قلقة، وهذا شىء مطمئن؛ لأن العربى وضع سياسة لا ترتاح لها كثيرا، وأعلن فى بداية منصبه أنه سيعمل على فتح علاقات جديدة مع إيران، وتولى ملف المصالحة بين فتح وحماس.
العربى الذى لم يستمر طويلا فى منصب وزير الخارجية، وأظن أن مصر خسرته، هو امتداد لمدرسة الدبلوماسية المصرية العريقة ذات التقاليد الراسخة والمواقف الثابتة تجاه مواقف أمتها العربية وتجاه إفريقيا وآسيا، وهى المدرسة الذى وضع ملامحها وقواعدها الدكتور محمود فوزى ومن بعده محمود رياض ومحمد إبراهيم كامل، وبعد ذلك بفترة عمرو موسى.. تلك المدرسة أصابها أحيانا الوهن مع تولى وزراء خارجية لم يكونوا على قدر المنصب.
لذلك نتمنى أن يكون الدكتور العرابى امتدادا لمدرسة الدبلوماسية المصرية فى أزهى عصور تألقها التى عكست فيها الدور الحقيقى والفعال للقاهرة قلب العروبة النابض، وأظن أن خبرة الدكتور العرابى والسمعة الجيدة التى يتمتع بها تؤهله لذلك، فهو وزير خارجية مصر الثورة التى تحاول الآن استعادة دورها القيادى والريادى فى المنطقة، فالعرابى عمل سفيرا لمصر فى الكويت ولندن وواشنطن وبرلين، كما عمل مساعدا لوزير الخارجية للشؤون الاقتصادية.
الدبلوماسيون يصفون العرابى بأنه «السفير الذهبى» الذى ينجح على الدوام فى أن يحول علاقات مصر السياسية والدبلوماسية إلى استثمارات أجنبية تصب فى شرايين الاقتصاد المصرى، مما أهله لأن يكون منسقا عاما للقمة العربية الاقتصادية الثانية التى استضافتها مصر فى شرم الشيخ يناير الماضى، حيث كان له دور ملموس فى إنجاح هذه القمة الاقتصادية. ويؤكد مراقبون أن خلفية العرابى الاقتصادية هى التى أهلته لقيادة وزارة الخارجية فى هذه الفترة التى تحتاج فيها مصر لزيادة التعاون الاقتصادى مع دول العالم وجذب الاستثمار من مختلف الدول العربية والأجنبية.
كما يعتبر العرابى من الشخصيات المحبوبة للعاملين فى وزارة الخارجية المصرية، وهى صفة لم تكن ملازمة لكثير من وزراء الخارجية المصريين خلال فترة حكم الرئيس السابق باستثناء عدد قليل منهم.