أكرم القصاص

حكومات الدكتور عصام شرف!

الجمعة، 24 يونيو 2011 08:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل هى حكومة واحدة أم حكومات، وهل تعمل كفريق واحد أم أنها فرق وأحزاب مختلفة ومتصارعة؟... نتحدث عن حكومة الدكتور عصام شرف، التى أكملت يومها المائة، مع إكمال الثورة ليومها الأربعين بعد المائة، ومازال المواطن يشعر تجاه أدائها بالشك، المشكلات اليومية كما هى: الأسعار المنفلتة، الأمن، البلطجة، الاعتداء على أراضى الدولة، والأراضى الزراعية.

والحكومة لاتزال عاجزة عن التدخل الحاسم وإعلاء القانون، وتكتفى بحالة التصريحات والوعود دون فعل، ولم تستطع إقناع المحتجين بحل مشكلاتهم، واكتفى الدكتور عصام شرف بالقول بأنه لا ينام إلا على أصوات المتظاهرين، ولا يكفى هذا ليثبت أن هناك حكومة تتجاوز حالة الفرح الثورى إلى «الفعل السياسى الثورى» وأوله إنهاء المشكلات اليومية وإزالة القواعد الظالمة.

الحكومة لا تبدو حكومة واحدة، بل حكومات، ومنذ اللحظة الأولى هناك خلافات داخل الحكومة تصل إلى حد التصارع العلنى.

ومن الطبيعى أن تكون هناك خلافات داخل أى حكومة، فى وجهات النظر والرأى تنتهى إلى قرار واحد من حكومة واحدة، لكن ما يجرى داخل حكومة الدكتور عصام شرف منذ تشكيلها يجعلها لا تبدو موحدة، وخلافاتها تتجاوز الرأى إلى الصدام، رأينا وزير الزراعة أيمن أبو الحديد يتحدث عن مشروع الاكتفاء الذاتى من القمح، لكن وزير التضامن الدكتور جودة عبدالخالق قال إن فكرة الاكتفاء الذاتى من القمح أكذوبة. رأينا خلافات علنية أثناء أزمة السولار وكانت كل وزارة تحمل المسؤولية للأخرى. وبدأت الأزمة وانتهت ولم تظهر الحقيقة، مع ملاحظة أن كل حكومة تواجه أزمات لكن المهم أن يتم إعلان الأسباب والنتائج حتى لا تتكرر الأزمات مثلما كان يحدث فى ظل النظام السابق.

كل هذه الوقائع تشير إلى وجود انقسام، وكأن الحكومة لا تجتمع أو تحمل وجهات نظر مختلفة، وقد تجسد هذا أكثر فى موقع الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء، الذى استقال مرات وآخرها أمس الأول وقبل الدكتور شرف الاستقالة، ثم رفضها المجلس العسكرى، وأيضا الحديث عن استقالة الدكتور على الغتيت رئيس المجلس الاستشارى لمجلس الوزراء، وهى تصرفات تشير إلى انقسام حاد قد يعرقل عمل الحكومة، ونظن أن دور رئيس الوزراء هو أن ينظم الحوار ويدير الخلافات لتصدر قرارات من حكومة واحدة، وأن تكون الحكومة قادرة على تفهم الانتقادات والتعامل معها بالرفض أو القبول أو التعليق، وليس فقط الصمت، مثلما كان يحدث فى ظل النظام السابق.

نحن هنا نتحدث عن حكومة تمثل ثورة يناير، ورئيس وزرائها تعهد أمام ميدان التحرير بأن يحقق طموحاتها، نعلم أيضا أنها مطالب لا يمكن أن تتحقق بين يوم وليلة، لكن ليس أقل من أن يرى الشعب حكومة واحدة تسير للأمام حتى ولو ببطء، بدلا من أن نبقى على نظام سابق كانت كل الطرق فيه تقود إلى الفساد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة