أحمد دومه

«إنّ الكلام محرّمُ»

السبت، 25 يونيو 2011 05:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت هذه الكلمات سطرًا فى قصيدة كتبتها الشهيدة «طل الملوحى» التى لم تتعد العشرين عامًا على مدونتها على شبكة الإنترنت، وكأن ذنبها الذى قتلت لأجله هو كشف العوار عن هؤلاء الخانعين المستكينين لحاكم متجبِّر، أو سلطة مستبدة، أو المفرطين فى حقوقهم والتاركين دماء شهدائهم تذهب هباءً، وكأنها لم تهدر.
«طل الملوحى» هى صبيّة عربيّة، اعتقلت فى سوريا بتاريخ 27 /12 /2009م بسبب مقال كتبته على صفحات مدونتها على الإنترنت، متميِّزة فى دراستها، منيرة بوجهها الذى يملأ الكون صحوة وبشرًا، ثائرة ترفض الظلم، وتناضل للحق الذى تاه طويلاً وعجز عن الوصول لبلاد بعيدة – تسمى مجازًا بلاد العرب.
قررت «طل» الخوض فى الكلام الحرام الذى قالت عنه على مدونتها مخاطبة أمة العرب: «يا قوم لا تتكلموا، إن الكلام محرّمُ» ورغم ذلك استمرّت فى هذا الحرام على «بلابل» أمتنا، الحلال على الطير من كل جنسِ، وكأنها ترى مصيرها بعين بصيرتها الفطرية، لكنها – مع ذلك - لا تتراجع، وتصر على أن تفضح وتكشف قبح هذا النظام الذى يحكم بلادها كإرثٍ عن أبيه بغير إرادة لشعب، أو رأى لبشر.
طالما أعلنت «طل» صرخاتها عبر مقالات تكتبها عن «الحرية» هذا الطائر المفقود فى سماواتنا، أو التعذيب الجرح النافذ فى قلب كل عربىّ، أو حتى «الحب» الذى به قد نصل يومًا لحل مشكلاتنا، والتخلص من أمراضنا، بغير مواراة ولا خشية كانت «طل» هى المرآة التى تكشف الحقيقة فى بلادها، فقرر «الطغاة» تحطيم هذه المرآة، والتخلص مما يكشف عوراتهم، ويفضح جرائمهم، وكان اعتقال «طل».
ورغم أن اعتقال الصبيّة جريمة فى ذاته، فإن معتادى الإجرام لا يكتفون بجريمة واحدة حتى ترتوى رغبتهم الإجراميّة، بل وصل الحد إلى قتلها، بعد أن سلبوا شرفها، وشرف كل سورىٍّ وعربىٍّ معها، حتى نضع أعيننا جميعًا فى التراب، ولا نرفع جبهة، ولا نعلى صوتًا فى وجوههم بعدها.
لكن غباء هؤلا لم يجعلهم يدركون أن «طل» قد تصبح «خالد سعيد» جديدًا فى سوريا، فتكون «القشة» الهادئة التى تقصم ظهر «الحمار»، فترتوى بدمها شجرة للحرية طالما ظَمِئَت فى قفر بلداننا، وتتردد بآهاتها صيحات التحرر والنصر على كل ظالم متجبِّر فى كل شبر من الأرض، ماتت «طلّ»، لكن سيحيا فى داخل كل نفسٍ عربية حرة ألف طلّ تحركه حتى ينتقم ممن ظلمه، ويتخلص ممن استبد برأيه عليه، ويصلِّى – لله - صلاة نصر طالما غاب عن أعيننا طوال عقود مضت.
المجد للشهداء.. النصر للشعب








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Foge

TvgjuAeLwdt

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة