أحمل تقديرا خاصا لحزب الوسط ولرئيسه المهندس أبوالعلا ماضى، ولنائبه عصام سلطان، وكثيرا ما كتبت أيام النظام السابق، مدافعا عن حق الحزب فى الحصول على الشرعية، بعد أن كان هناك إصرار على رفضه طوال ما يزيد على 15 عاما، ومع كل هذا التقدير، لم يعجبنى استطلاع الرأى الذى أجراه الحزب لأعضائه حول مرشحى الرئاسة، وأسفر عن فوز الدكتور محمد سليم العوا بنسبة 80.2%، وحصل عبدالمنعم أبوالفتوح على نسبة 6.7%، والبرادعى على 5.5%، وعمرو موسى على 6.3 %، والبسطويسى على 1.6%، وحمدين صباحى على 1%، وأيمن نور على 6.%.
الاستطلاع يأتى مع استطلاع آخر أجراه المجلس العسكرى، وواجه انتقادات كبيرة، لافتقاده الأسس العلمية، ومع حق الحزب فى إجراء استطلاع، حتى يحدد بديمقراطية مرشح الرئاسة الذى يؤيده، إلا أن الانتقادات التى طالت استطلاع المجلس العسكرى، أعتقد أنها أرحم من استطلاع «الوسط»، فهو أشبه بـ«تفسير الماء بالماء»، من زاوية أن الحزب أعلن من قبل تأييده للدكتور سليم فى حال ترشحه للرئاسة، كما أن الدكتور سليم هو فى الأصل من الآباء الروحيين للحزب، وخاض معه كل الجولات أمام القضاء، كما أن الدكتور العوا يرى أن «قيادات الوسط هم أبناؤه»، وتأسيسًا على ذلك فإن أمر تأييده من الحزب لا يحتاج إلى استطلاع يأتى بنتيجة 80.2%، وهو نفس الأمر الذى يسرى مثلا على حزب الكرامة الذى لو أجرى استطلاعا، سيحصد من خلاله حمدين صباحى على 100%، وكذلك أحزاب الوفد والتجمع والناصرى وأى حزب آخر يدفع بمرشح له، وبالتالى سنكون أمام استطلاعات غير جدية، وتبقى فقط مجرد «شو إعلامى» ليس أكثر.
الإثارة فى استطلاع «الوسط» أيضا، أن عمرو موسى الذى يراه الحزب امتدادا للنظام السابق حصل على 6.3 %، أى أن الفرق بينه وبين عبد المنعم أبوالفتوح أقل من 1% رغم قرب أبوالفتوح سياسيا وإنسانيا من الوسط، أما حمدين صباحى الذى خاض مع أبوالعلا نضالا مشتركا فحصل على 1%، فهل يعد هذا استطلاعا حقيقياً، أم «شو إعلامى»؟