ليس عيباً أن يوصف الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، بأنه رجل مسالم وشديد التفاؤل، برغم مئات المشاكل والأزمات التى تحيط الجماهير من كل جانب، ولكن العيب أن تكون السمة الرئيسية للحكومة المصرية هى العاطفية الشديدة.. فى وقت يجب أن تكون الحلول واقعية وحاسمة، لأن المصاعب لا يصلح معها أسلوب التهدئة.. ومنذ أسابيع أعلن الدكتور شرف أنه سيضرب بيد من حديد، كل من يعرقل مسيرة العمل. بعد أن أثبتت الأوقام أننا تراجعنا اقتصادياً وسياحياً، وأن الاعتصامات والإضرابات الفئوية تضر كثيراً اقتصادنا، وتشل حركة البورصة، إلى جانب بعض قرارات وزير التضامن الدكتور جودة عبدالخالق التى تسببت فى خسائر تجاوزت عشرين مليون جنيه فى جلسة واحدة من جلسات البورصة.
ولكن بعد أن فرح الشعب بهذا القرار - الضرب من حديد - فوجئنا أن الذى حدث هو ضرب من حرير.. فلم تحدث أى قرارات حاسمة ولا أى قوانين رادعة ضد الخارجين على القانون. بل حدثت أشياء مؤسفة كثيرة مثل الهجوم على أحد بنوك بورسعيد.. وحالات سرقة السيارات فى الطرق السريعة تجاوز عددها خمسين خلال شهر مايو السابق.. هكذا تستمر حالات عدم الأمن دون الرادع أو الضرب بيد من حديد. ثم نجد وزارة الدكتور شرف تعلن قرارات إصلاحية فى مجال التموين والضرائب، والانضباط فى مجال التعليم، وغير ذلك.. ولكننا لا نرى أى جديد.. كلها قرارات مصيرية وجادة وواقعية، ولكن الحكومة عاطفية لا تحل عن طريق القرار الفورى.. ولكن عن طريق التسويق.. وهناك قرارات لم تحل منذ أكثر من ثلاثة شهور، مثل الضرائب، وتسوية قروض رجال الأعمال، ثم قبل كل ذلك حل أزمة الدستور.. والكل يقول إن إعداد الدستور لابد أن يسبق انتخابات البرلمان والرئاسة.. ولا أحد حتى اليوم قادر على حسم تلك القضية.!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة