قال الله تعالى مخاطبا مخلوقاته جميعا.. التقى والعاصى المحب والعاشق «فروا إلى الله».. وهذا أجمل فرار وأعظمه لأنه فرار من القبيح ومن المعاصى ومن السقوط إلى الرفعة ومن الظلام إلى النور. والفرار بالنسبه للتقى وللمحب هو مزيد من القرب من الرب وهو الله المحبوب. والفرار للعاشق هو دعوة من الله الرب الأعظم والأكرم للسجود التام والفناء التام حتى لا يبقى فى قلب وعقل وروح العاشق سوى الله فينال السعادة الأزلية.
العبد الذى يفر إلى الله العزيز القدير هو العبد الذى أدرك سلوك الفراشة المنجذبة نحو النور مهما كان الثمن والعناء. الجهاد هو طريق الفلاح لأن البدن تطهر والقلب فتح ذراعيه للأنوار العلوية والروح انطلقت صوب موطنها العالم العلوى. والذى يفر إلى ربه يسقط ويكسر كل العوائق التى تمنعه وتعوقه عن النور ويشدو ممجدا ربه ومسبحا بجلاله بلسانه وبقلبه وبحركته فى الحياة. إنه يعى تماما أن الحياة قصيرة، وأن من يعيش فى وهم أنها لا تنتهى فإنه يضحك على نفسه ويترك الشيطان يسيره ويتحكم فى مساره. الخلود ليس هنا والسعادة ليست هنا، ولكن بذور السعادة والخلود فى الرضا والنعيم والقرب فهى هنا. ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال إن الدنيا كالسوق يكسب فيه ويخسر فيه كل حسب عمله. وصدق صلى الله عليه وسلم عندما شبه الدنيا بفترة نام فيها رجل تحت شجرة وانتهت الدنيا باستيقاظه.
ولكن فى مقابل هذا.. فمن الممكن أن يكتسب الإنسان عددا لا يحصى من الحسنات والصدقات والخيرات مع كل نفس وهذا إذا عرف أن الدنيا ليست موطنه.. إنما موطنه هو العالم العلوى.
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed
طريق الفلاح .........هو الطريق الى الله
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد سعادة الواحاتي
مقال محترم