«مصر لن تسقط أبدًا، وسنعيد بناءها من جديد، ونعمل بالشكل الصحيح، وستبقى مصر عظيمة بين الأمم».
هذه الكلمات المؤثرة قالها المشير حسين طنطاوى أثناء افتتاحه مسشتفى القوات المسلحة ومركز علاج الأورام فى كفر الشيخ أول أمس، وهى تأتى فى توقيت تحتاج فيه مصر إلى جرعة أمل جديدة، تقوم كما قال المشير طنطاوى على العمل والبناء والإنتاج فى كل اتجاه.
فى مراحل التحولات السياسية عقب الثورات التى تتفجر دون أن تكون هناك قيادة لها، قد يسود الشتات، بدءا من تمترس القوى السياسية خلف شعاراتها الأيدلوجية، والتعامل مع ما تطرحه بأنه هو اليقين بعينه، مرورا برغبة الفئات الاجتماعية المحرومة فى حصد المكاسب السريعة، بنظرتها إلى أن الثورة هى من حقها أولا، ومع استمرار هذا المناخ يحل الإحباط محل الأمل، وينجح المتربصون فى أهدافهم، فتعود الأمور تدريجيا إلى ما كانت عليه من قبل، ولهذا يكتسب التحريض على الأمل كفعل مقاوم قيمته العظيمة، وقد يبدأ هذا التحريض بالكلمة، لكن تكتسب مصداقتيها حين تتحول إلى فعل للبناء.
قال المشير طنطاوى إن الموقف فى منتهى الصعوبة إذا لم نعمل، وتلك مصارحة تستحق وقفة من الجميع، بعد أن عشنا سنوات من الوهم نتحدث عن الرفاهية، بدليل توسع الملايين فى استخدام المحمول، وارتفاع معدلات شراء السيارات الخاصة، والالتحاق بالمدارس الخاصة.
قال المشير طنطاوى إن مصر لن تسقط أبدًا، وهذا رد على كل المحاولات الإقليمية التى تستهدف زعزعة مصر، ولنا فى قضية الجاسوس الإسرائيلى دليل وعبرة، ولنا عبرة مكملة فى التقارير التى تتحدث عن محاولات إسرائيل فى بث الفتنة الطائفية، ولنا عبرة فى المحاولات الأمريكية التى تسعى إلى تخفيض الحلم الذى تفجر بثورة يناير.
فى كل هذه المسارات لا بديل أمامنا إلا بالتمسك بالأمل، بالبحث عن أفق جديد يقوم على العمل والعلم والبناء والديمقراطية والمصارحة بطبيعة الأوضاع التى نعيشها، ويؤدى كل ذلك إلى تعويض كل ما فات.
«مصر لن تسقط أبدًا»، وتلك حقيقة ينطق بها التاريخ، لكن آن الأوان أن ترتقى إلى مصاف الدول المتقدمة بعد طول حرمان، والطريق إلى ذلك يبدأ بإشاعة الأمل، الذى أطلقه المشير طنطاوى.