كمال حبيب

طفولة الاتجاهات العلمانية

السبت، 04 يونيو 2011 12:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشكوى الدائمة للاتجاهات الليبرالية من الإخوان المسلمين لم تتوقف، كما أن الشكوى من الاتجاهات الإسلامية عامة والسلفيين خاصة لم تنته، شكاية دائمة من التيارات الليبرالية والعلمانية جعلت رئيس المفوضية الأوروبية فى القاهرة السفير مارك فرانكو يقول: أنا تعبت ومللت من النقاش حول الإخوان المسلمين فى كل مكان، توقفوا عن الشكوى من أن طرفا آخر قوى، ابدأوا فى تقوية أنفسكم».

قال السفير الأوروبى ذلك فى مؤتمر صحفى ردا على سؤال حول إمكانية وصول الإخوان إلى السلطة أو سيطرتهم على البرلمان القادم، ودعا القوى السياسية إلى الحركة والوصول إلى المناطق المهمشة فى الصعيد، وأضاف شارحا: «حسنا الإخوان منظمون، لكنكم نجحتم فابدأوا فى تكوين الأحزاب واذهبوا إلى الصعيد، واعرضوا برامجكم، فقوى التغيير تنتقل من الميدان إلى البرلمان حيث تكون اللعبة الحقيقية». نشهد صخبا وصياحا وشكوى وعويلا من الاتجاهات الليبرالية والأحزاب العلمانية لكننا لا نرى حركة حقيقية فى الشارع وبين الناس فى المناطق المهمشة والفقيرة وفى مناطق أحزمة الخطر العشوائية حول القاهرة.

اليوم انهار نظام مبارك وانهارت منظومته الفاسدة كلها وبالكامل، وصرنا نعيش بعد الثورة فى عصر مفتوح وأفق مفتوح وعلى الجميع أن يثبتوا وجودهم، وأن يثبتوا قوتهم فى الشارع، الصراع مكانه الحقيقى بين الناس وفى الشارع.

الأحزاب والحركات الاجتماعية فى مصر بعد الثورة سيقرر مستقبلها تواجدها فى الشارع.. فى إمبابة وفى منشية ناصر وفى بنى سويف والمنيا وقنا وفى سيناء وفى الوادى الجديد وفى كفر الشيخ والحامول وفى المنزلة بالدقهلية وفى كل مكان.

ميدان التحرير هو أيقونة الثورة المصرية الخالدة وإحدى علاماتها البارزة، لكنه ليس هو من سيقرر شكل القوى السياسية بعد الثورة، هو الميدان الذى نجحت الثورة فيه، ونجحت إرادة الشعب، واستطاع تواجد الشعب المصرى فيه بالملايين وفى الميادين الأخرى أن يسقط الطاغوت ونظامه، ولكن الثورة بحاجة إلى أن تنتقل من ميدان التحرير إلى كل شوارع مصر وحاراتها لكى يشعر الناس البسطاء أن الثورة قريبة منهم وأن روح الثورة ترفرف إلى جوارهم.

إننى أدعو إلى أن تسيطر الأحزاب والتيارات السياسية على جمعيات تنمية المجتمع المحلى وعلى مراكز الشباب، بحيث يكونون نواة لعمل الثوار فى المناطق والأحياء، والتى لم يشعر الناس البسطاء فيها بنسيم الثورة ولا ثمارها.

ذلك لن يحدث بدون الكف عن الشكوى من قبل التيارات الليبرالية والعلمانية عن المطالبة بمجلس رئاسى مدنى وبدستور جديد، فالشعب قد قال كلمته فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والتى تقول إن الانتخابات البرلمانية ستجرى فى شهر سبتمبر، وإن البرلمان المنتخب سيختار جمعية تأسيسية لتضع دستورا، ومن بعدها تأتى الانتخابات الرئاسية، ومن بعد فإن النضال فى ساحات الديموقراطية سيكون فاتحة لنضال جديد، فالديموقراطية لن تكون لمرة واحدة، وحتى لو أعطى الشعب للإخوان هذه المرة ولم تؤد أداء سياسيا يرضى الجماهير والقوى السياسية المختلفة فإن الجماهير فى ظل نظام ديموقراطى مفتوح بعد الثورة سوف تحاسب الإخوان المرة القادمة، الديموقراطية فى مصر عملية ممتدة، ولن تكون الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة نهاية العالم.

على القوى التى تصرخ وتشتكى وتعض أصابع الندم وتضرب بأرجلها فى الأرض وتبكى وتشق قمصانها وتلطم خدودها – أن تتوقف عن ذلك وأن تبدأ العمل، فقد دقت ساعته فى كل المجالات على صعيد التئام الوحدة الوطنية وعلى صعيد التئام القوى الاقتصادية والعمل وعلى صعيد التئام اللحمة بين الجيش والشعب، بدون العمل لن يكون لأى قوى مستقبل، الفرز فى الشارع سيكون على أساس عمل القوى السياسية فى الشارع وبين الجماهير.. فعلى من استعذب الشكوى أن يتوقف عنها وليبدأ العمل فورا، فعجلة التاريخ فى مصر قد دارت ولن تنتظر الكسالى والخاملين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة