نحلم بأن يكون لدينا مشروعنا المصرى الخاص بنا، بعد أن حققنا ثورتنا المصرية الفريدة من نوعها التى تحمل كل خصائص وسمات الشعب المصرى الأصيل، نبحث من خلال مشروعنا المصرى عن الروح المصرية التى انطلقت من ميدان التحرير وفاضت علينا وعلى العالم أجمع من حولنا.
المشروع المصرى ببساطة هو البحث عن حلول مصرية.. حلول نابعة وصادرة من التربة المصرية.. حلول يمتلكها الشعب المصرى وليست مستوردة من خارجنا.. حلول لمشاكلنا من مجتمعنا المصرى.. فمصر تزخر بموارد وكنوز ومؤهلات وثقافة وحضارة تغنيها عن استيراد نماذج خارجية لحل أزماتها والنهوض بها فى كل المجالات.
المشروع المصرى هو فى جوهره إقامة دولة مصرية متقدمة، ليس فقط بمؤشرات النمو الاقتصادى أو الناتج القومى، ولكن فى الأساس بمؤشرات الناتج الإنسانى والتنمية الحضارية المستديمة ومؤشرات جودة المجتمع المصرى ككل، دون الانحياز لفئة سواء أغلبية أو أقلية، ومن هنا، لابد أن يحتوى المشروع المصرى على مكونات متعددة ومشروعات متكاملة فى مجالات التنمية الإنسانية وإعادة بناء الإنسان المصرى من خلال التعليم والتدريب واكتشاف المواهب، البحث العلمى، الرعاية الصحية والاجتماعية، التنمية العمرانية، الصناعات والحرف والمهارات اليدوية والتقليدية ومجالات أخرى عديدة.
يهدف المشروع المصرى إلى تحقيق مبادئ ثورة مصر.. مبادئ عاشها المجتمع المصرى بفطرته 18 يوما فى ميدان التحرير.. مبادئ الحرية والمساواة والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.. فعندما نحقق هذه المبادئ سنصل بمصر إلى وضعها الطبيعى ومكانتها العظيمة ودورها القيادى فى المنطقة والعالم بأسره.
سنرفع شعار الروح المصرية ونحن ننفذ المشروع المصرى على الأراضى المصرية.
ومن أجل أن نقوم بصياغة هذا المشروع المصرى، لابد أن نبدأ بدراسة وافية لطبيعة المجتمع المصرى وتحديد مشاكله الرئيسية من ناحية، ودراسة ماهية الإنسان المصرى البسيط، ثقافته وحضارته وموارده وإمكاناته ومؤهلاته، ومنها نضع الحلول وآليات التطوير واستراتيجيات العمل فى كل مجالات الحياة.
كما لفتنا أنظار العالم فى ثورتنا المصرية لثورة تلخص كل خصائص وسمات المواطن المصرى الفريدة وتحدث عنها قادات العالم.. بمشروعنا المصرى سنجعلهم لا يلتفتون جانبا عن مصر.. سنجعلهم يدرسون فى مدارسهم ليس فقط الثورة المصرية ولكن الإنسان المصرى بمشروعه المصرى.. وبذلك أعتقد أنهم سيحتاجون لإضافة مادة جديدة لموادهم الدراسية تحمل اسم (مصر).
سنسعى إلى تحقيق هذا الحلم الذى لا أعتقد أنه بعيد المنال، من خلال تضافر الجهود حول هذا المشروع.. تلهمنا روح الثورة وشهداؤها وجرحاها وأبطالها من الشباب والشيوخ - النساء بل الأطفال.. مسترشدين بمبادئ ميدان التحرير.. ومن أجل هذا سنبحث عن أرضية مشتركة بين جميع الفصائل والقوى والطوائف... ولكننا لن نقبل مساومة أو تفاوضا حول مبادئ هذه الثورة العظيمة فى العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية.
المشروع المصرى هو الجزء الثانى من الثورة المصرية - قد نكون قد أسقطنا النظام القمعى الفاسد فى المرحلة الأولى.. والآن علينا أن نبنى النظام الجديد الذى يصل بنا للحلم الممكن والمشروع - أن تصبح مصر دولة قوية متقدمة.. وهذا هو الحلم المصرى.