نحن لا نشكك فى نوايا أحد.. لا نوايا وزير الداخلية، أو شباب الثورة، أو حتى أهالى الشهداء.. ولكن نعلم بالضرورة أن النوايا التى يقولون إنها طيبة لا تكفى وحدها لإغلاق ملف أحداث ليلة الثلاثاء فى ميدان التحرير، ولا تكفى لتبرير العنف المضاعف الذى استخدمه جهاز أمنى مهزوز فى مواجهة المتظاهرين، كما أنها لا تكفى لجعلنا نتعامل مع كلام ودعوات شباب ائتلافات الثورة وكأنه من المسلمات، ونفس النوايا الطيبة لا يمكن أن تكون هى والدموع سببا فى الاقتناع بأن أهالى الشهداء دائما على حق، أو أن كل من يقول إنه من أهالى الشهداء هو من أهالى الشهداء فعلا!!
لا أحد يملك جديدا يقدمه لك فى تفاصيل الأحداث الدامية، وهناك شهادات وبيانات متضادة ومختلفة صدرت عن أكثر من جهة، كل شهادة وكل بيان يبرئ متهما تمت إدانته فى بيان آخر أو شهادة أخرى، وتحول التحقيق فى القضية من تحركات لدراسة ما حدث إلى صراع بين طائفتين، الأولى تهتم أولا بتبرئة المجلس العسكرى ووزارة الداخلية، وترى أن ما يحدث يعطل عجلة الإنتاج ويطيل فترة عدم الاستقرار، بينما الثانية اكتشفت أن الثورة تضيع وتدعو إلى مليونيات أخرى لبث الروح فى الثورة من جديد والإطاحة بكل الموجود على الساحة وتحايله ولفه ودورانه على مكتسبات 25 يناير.
وبناء على ما سبق يصبح الكلام فى المستقبل أجدى وأنفع، وأول هذا الكلام النافع يا عزيزى أن نعترف بأن قطاعا عريضا من المسؤولين فى مصر لم يقتنع بعد أن ما حدث فى 25 يناير ثورة، يعنى التغيير وليس مجرد التلاعب فى الملامح، ولا دليل على ذلك أفضل من وزارة الداخلية التى تم تغيير وزيرها وبقيت كل القيادات القديمة التى شربت معنى القمع والاستعلاء على المواطن على مدار عقود طويلة ماضية، وبالتالى فإنه لا خير يرجى من هذه القيادات لتلك الثورة أو هذا الشعب.
وثانى الكلام النافع أن نعترف بوجود أغلبية مصرية لا تؤمن بهذه الثورة، والسبب فى ذلك يعود إلى أغلب شباب الائتلافات المتعددة وهبلهم وهطلهم وسذاجتهم وتمتعهم بكل أمراض النظام السابق، أما ثالث الكلام النافع فهو يدعو للاعتراف بأن شوائب ما تعلقت بقوائم شهداء ثورة 25 يناير، خطأ ما لوث تلك القوائم الشريفة بأسماء لا تستحق لقب شهيد، ولم يفض دمها من أجل الوطن أو مصر أو التغيير.
الحل إذن فى التطهير.. تطهير فورى وتنحية سريعة لكل قيادات وزارة الداخلية وأمن الدولة التى عملت مع حبيب العادلى، وتنقية وفلترة أسرع لكل الائتلافات التى تتحدث باسم الثورة، تنقية تقوم بها وسائل الإعلام التى يجب ألا تستضيف كل من هب ودب للحديث باسم الثورة لمجرد صناعة «حلقة سخنة»، ويقوم بها المجلس العسكرى بأن يمتنع عن استضافة تلك الفقاعات الصارخة بهدف إرضاء الناس أو تفتيت الشباب.. قوائم الشهداء هى الأخرى تحتاج إلى تطهير من تلك الأسماء الطامع أهلها فى المعاش، وممن سقطوا ضحايا لأعمال شغبهم أو بلطجتهم أو ماتوا بالصدفة فى نفس توقيت تدفق الدماء الطاهرة على أسفلت التحرير أو السويس أو الإسكندرية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة البرهامى
تحليل رائع من كاتب واعد
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم الشيخ
ممكن افهم حاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود جودة
قبل أن يتحول ميدان التحرير الي( أتـــــــــــــــــــــب ) في ضهر مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
gehan
تطهير هيئات الدوله
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الصغير
كتابنا العباقرة .. وزراعة الملوخية .. والدستور أولا
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد صلاح
سلامات يا ثوره
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن شريف
كفايه فساد