حنان حجاج

سيادة اللواء.. شفاك الله

الجمعة، 01 يوليو 2011 03:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن أن يصدق مواطن مصرى واحد أن الشرطة لم تنسحب من الشوارع يوم 28 يناير، وأننا ظللنا أكثر من شهر ونصف بلا أمن وبلا قسم شرطة يقدم خدماته للشعب، وبلا رجل مرور ينظم شوارعنا المرتبكة؟ نعم يوجد مواطنون مصريون يصدقون هذا، بل ويتعاملون معه على أنه حقيقة غير قابلة للنقاش، إنهم قيادات وزارة الداخلية الذين هم فى النهاية «مواطنون مصريون» مثلنا جميعا لكنهم قرروا فيما يبدو أن يعيشوا واقعا افتراضيا خاصا بهم هم، ربما هربا من حقيقة أو انكارا لها.

منذ عدة أيام جمعنى لقاء عمل مع بعض قيادات وزارة الداخلية وفى إطار حوار صحفى مع أحد أكبر قيادات الوزارة كان الكلام عن الشرطة، وافتقاد الناس للأمن وتأثيره على حالة التوتر التى أصبحت واضحة فى علاقتهم مع رجال الشرطة، تعاطفت فى البداية مع المطالب الملحة من القيادة الأمنية خاصة مطالبهم للإعلام بدعم رجال الشرطة وعدم التربص برجال الأمن وتهويل أى خطأ يرتكبونه ، وأن الشرطة تحتاج لثقة المواطن لتعود بكامل قوتها، وفجأة صدمتنى جملة قالها القيادة الأمنية بكل ثقة وسط إجابة له عن سؤال حول أقسام الشرطة، وما تعرضت له أثناء الثورة من عمليات تخريب وإحراق حوالى 50 قسما قال القيادة الأمنية نصا: (الشرط كانت مشغولة بتأمين وحماية المظاهرات).

نعم!! أى تأمين وأى حراسة كانت الشرطة مشغولة بها وأى شرطة أصلا، تلك التى يتحدث عنها سيادة اللواء المدير هل هى شرطة أخرى غير الشرطة التى نعرفها وكنا نبحث عنها أكثر من شهر كامل، أثناء وبعد أحداث الثورة، وأى ثورة تلك التى كانوا يحمونها أكيد ثورة أخرى غير الثورة المصرية ثم إذا كانت الشرطة موجودة كما قال سيادته، فماذا كانت تفعل وأين كانت والشعب يحمل السلاح ليحمى نفسه، ماذا كانت تفعل الشرطة للثورة بالتحديد بعد أن غادر رجالها أماكنهم ، الثورة حماها أصحابها والجيش، فمن كانت تحمى الشرطة ؟

وأنا شخصيا مازلت أذكر موقفا أضحكنى عندما كنت فى ميدان عبدالمنعم رياض وفجأة وسط الإشارة التى كانت تسير بانتظام واحترام، شاهدت زميلا صحفيا يقف فى منتصف الشارع يتولى بنفسه تنظيم أعقد إشارة مرور فى مصر كلها !!

أى رجال شرطة يتحدث عنهم اللواء وجارى وهو فى منصب رئيس مباحث إحدى المناطق المهمة وبشهادة الجيران جميعا جمع أهل بيته وحقائبه واختفوا جميعا لمدة أسبوعين كاملين، لا نعرف عنهم شيئا والشاويش الطيب على ناصية شارعنا لم أعد أجده لألقى عليه تحية الصباح.

يا سيادة اللواء كلنا نريد الأمن وهى مهمة رجالك كلنا نريد رجالك، نريدهم ليكونوا فى خدمتنا وخدمة الوطن، وقتها سنثق فيكم الثقة التى تستحقونها وزيادة. لماذا لا تعترف كما اعترف بعض قيادات حتى ضباط الداخلية الصغار بشهادات محترمة سمعت بعضها أن الأمن المصرى حاد أو أحادوه عن دوره الحقيقى وحولوه لأمن سياسى وأن رجال الشرطة كما مصر كلها استخدموا لغير الهدف منهم، لماذا لا تعترف أن الأمن كسر فى لحظة خيانة حقيقية من قيادات تحاكم الآن بالقتل والسرقة بل والخيانة، الجيش المصرى اعترف عقب هزيمة 67 بأنه انهزم وأعاد بناء نفسه بقيم ومفاهيم حقيقية، فكان النصر فى حرب أكتوبر والشرطة انكسرت يوم 28 يناير، وكلنا شاهدنا هذا الانكسار ودفعنا ثمنه، فلماذا لا تمارسون أنتم أيضا فضيلة الاعتراف.

التاريخ ليس بعيدا والمشهد مازال عالقا فى أذهاننا، بل كان أغلبنا شهود عيان عليه. اعترف يا سيادة اللواء بالمرض لتحصل على الشفاء، الداخلية تحتاج لهدم المنظومة القديمة وتطهير ما تبقى منها لتبنى من جديد، نحن ننتظر شرطتنا المصرية ننتظر الأمن الذى لا يقل أهمية عن رغيف الخبز ننتظركم بعد الشفاء.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة