أيام ويحل شهر رمضان الكريم، حيث تتسابق القنوات الفضائية رغم الظروف السياسية المرتبكة فى العديد من الدول العربية، على وضع خرائط قنواتها والتى تضم العديد من المسلسلات والبرامج، ولكن يبدو أن الرهان هذا العام سيكون على الدراما الاجتماعية، ودراما السير الذاتية، والتى ستشغل الناس بالتأكيد وتلهيهم فى تفاصيل لها علاقة بالنميمة الشخصية، مثلما يحدث عادة مع هذه النوعيات من الأعمال ومن أبرز مسلسلات السير الذاتية التى ستعرض على العديد من القنوات الفضائية العربية والمصرية هو «الشحرورة» والذى لا يعرف أحد هل يتناول حياة الفنانة الكبيرة صباح بكل تفاصيلها وعلاقاتها المتعددة، وحياتها شديدة الثراء إنسانيا أم أنه سيكون مسلسلا منزوع الدسم خصوصاً أنه خرج من تحت عباءة النجمة الكبيرة التى روت ما روت لفريق العمل.
وكل ما أخشاه أن تكون دراما الشحرورة من وجهة نظرها فقط، وهذا ما ستكشفه الحلقات، ومن مسلسلات السير الذاتية أيضاً «رجل لهذا الزمان» عن قصة حياة العالم المصرى الكبير «مصطفى مشرفة»، وهو العمل الذى تصوره المخرجة أنعام محمد على منذ عامين حيث كان من المفترض، أن يعرض فى رمضان الماضى وتم تأجيله لهذا العام، ويبدو أن العمل سيكون من الأعمال المثيرة للجدل خصوصاً أنه يناقش كل الروايات المتعلقة بواقعة اغتيال العالم الكبير وتورط الموساد الإسرائيلى من عدمه. وينضم لقائمة الأعمال المثيرة للجدل أيضاً دراما «الحسن والحسين» ومعاوية والفاروق عمر والتى قد يختلف حولها الكثيرون خصوصا من هم ضد تجسيد شخصيات الصحابة وأهل البيت والمبشرين بالجنة وهى جميعها أعمال تستحق المشاهدة والمتابعة، وقد يسأل البعض من يملك رغبة لمتابعة الدراما والبرامج فى ظل هذه الظروف، ولكن أعتقد أن الضغوط السياسية، وحالة القلق والتوتر والسؤال الذى بات يشغلنا جميعا ماذا بعد؟ سيجعل الكثير يركزون فى متابعة العديد من المواد الترفيهية والمسلسلات الدرامية وهذا بالتأكيد ما قد تعكسه قياسات الرأى فى الشهر الكريم فقد تتوارى القضايا السياسية لصالح كل ما هو ترفيهى.
ويبدو أن هذا ما جعل العديد من القنوات الفضائية المصرية والعربية، تعلن مبكراً عن خرائطها والمسلسلات الحصرية، التى اقتنصتها أو استطاعت الفوز بها، حتى القنوات الجديدة والتى لم يمر على إطلاقها أقل من شهر، الوحيد وكالعادة - وربنا ما يقطعلنا عادة - هو التليفزيون المصرى ورغم ما صرح به اللواء طارق المهدى وعدد من مسؤولى القنوات فى التليفزيون المصرى بأن هناك مسلسلات متوفرة، وأن العديد من المنتجين يرحبون بعرض أعمالهم على قنوات التليفزيون مجاناً ومقابل الإعلانات، إلا أنه حتى الآن لا توجد خريطة واضحة للتليفزيون المصرى وقنواته والذى لايزال المسؤولون فيه يرفعون شعار الارتباك قبل أى شىء.