سعيد الشحات

مكاسب الإخوان

الجمعة، 15 يوليو 2011 08:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زحمة الأحداث لم يلتفت الكثيرون بما فيه الكفاية إلى نتيجة انتخابات نقابة الصيادلة، التى حقق فيها الإخوان فوزا كبيرا، وتأتى أهميتها فى أنها أول انتخابات للنقابات المهنية تتم بعد ثورة 25 يناير، ولو أضفنا إليها ما ذكره مرشد الجماعة محمد بديع بأنه اقترح على عبد المنعم أبو الفتوح الترشح نقيبا للأطباء بدلا من الرئاسة، مع ضمان فوزه، لوصلنا إلى أن «الإخوان» هى القوى السياسية الوحيدة التى تتحرك بأجندة محددة، وأهداف تسعى إلى تحقيقها، وأهمها وضع العين على الانتخابات نقابية أو برلمانية، وتحقيق الفوز فيها.
ولا أجد هذا الأمر بعيدا عما يجرى حاليا من مظاهرات، وتطورات على الساحة السياسية، التى تشهد شدا وجذبا بين الإخوان والسلفيين، وباقى القوى السياسية، حيث تأخر الإخوان والسلفيون فى تأييد مظاهرات التحرير والمشاركة فيها يوم الجمعة الماضى، ولم يمضوا فى الشوط إلى آخره مع الداعين للاعتصام بعد انتهاء المظاهرات.

والمؤكد أن موقف الإخوان تحديدا فى هذا الأمر هو تكتيك سياسى تتبعه الجماعة، لكنه لا ينفصل عن رؤية سياسية تقترب، إن لم تتوحد، مع رؤية رجل الشارع حول ما يحدث الآن، والتى تختلف عن رؤيته أثناء الزخم الثورى الذى بدأ يوم 25 يناير، وتوج بتنحى مبارك يوم 11 فبراير، فالالتفاف الشعبى الحالى لم يعد بقوته السابقة، لأسباب تتعلق بالأزمات الاقتصادية والأمنية التى لم يتم علاجها بحسم، وتقود هذه الأزمات رجل الشارع إلى الرغبة فى الاستقرار، والفهم الأقرب إليه فى تأخر ذلك هو أن استمرار المظاهرات، يؤدى لتعطيل المصالح، بدرجة تؤدى إلى استمرار الأزمات الخانقة.

انتبه الإخوان إلى هذا الأمر، والتقطوا ما يفكر فيه رجل الشارع، ليس من اللحظة الحالية فقط، وإنما منذ معركة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التى انتهت بموافقة ساحقة عليها، ليس بفضل قوة الإخوان والسلفيين الذين أيدوها، وإنما بفضل رغبة غالبية المصريين فى البحث عن طريق يقودهم إلى الاستقرار.

يسير الإخوان على نفس النهج، بعين ترمى إلى كسب الثقة فيهم شعبيا، من أجل الوصول إلى الهدف الأقرب، وهو الفوز بالنسبة التى يسعون إليها فى الانتخابات المقبلة، حتى لو كان الطريق إلى ذلك، هو تأييدهم المنقوص للموجة الثانية من الثورة رغم نبل أهدافها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة