هو سؤال واحد يطل على من شباك الحيرة يومياً: لماذا لم يطالب المتظاهرون بتطهير وتنظيف ائتلافات شباب الثورة مثلما طالبوا بتطهير حكومة دكتور شرف، رغم أن الفشل هنا متشابه ومتلازم؟
حكومة شرف فشلت فى تسيير الأعمال وتحقيق مطالب الثورة، والائتلافات التى خرجت من كل جحر عميق فشلت فى الحديث باسم الثورة والتعبير عنها والحفاظ على مطالبها ومكاسبها بدليل الخسارة المبينة لمعركة الاستفتاء على التعديلات واستسهال شباب الائتلافات تعليق خسارتهم على «شماعة» استخدام الإخوان للدين فى الضحك على الناس.
حكومة شرف اعتمدت على أسماء وشخصيات من بيت النظام السابق أو ما يسمونه فى هذه الأيام بالفلول، وشباب الائتلافات فشلوا فى طرح أسماء محترمة ورؤى جادة، وتحولوا إلى نسخ مكررة من رجال النظام السابق، بدليل صراعاتهم على كراسى القيادة والمنصات مثلهم مثل الأحزاب التى خلقها عصر مبارك.
حكومة شرف فشلت فى تقديم نفسها للناس فى ثوب ثورى، وشباب الائتلافات بالغوا دون فهم فى ارتداء الأثواب الثورية وتعالوا واستكبروا على الناس فى البيوت، فأكسبوا الثورة عداوة قطاع شعبى كبير معروف باسم الأغلبية الصامتة.
الائتلافات نفسها أمر مضحك للغاية، ليس فقط بسبب عددها الذى أصبح فى الليمون، ولا فى أغلب شبابها الذين يخرجون على شاشات التليفزيون يتهتهون ويسقطون من شدة التعب قبل استكمال الفكرة التى بدأوا فى عرضها، أو فى حالة التنافس العيالى على من يظهر فى الفضائيات أولاً، بل تكمن المشكلة الحقيقية فى أنهم أول من باعوا الثورة.. أول من تركوا أماكنهم فوق الجبل وهرولوا لحصاد الغنائم والمكاسب مثلما فعل رماة الأسهم فى غزوة أحد بالضبط، راجع تاريخ شهور ثورة 25 يناير القليلة الماضية، وستكتشف أن أغلب شباب الائتلافات تركوا الشارع وكفوا عن الضرب على حديد الوطن وهو ساخن وتفرغوا لكتابة المقالات فى الصحف، والعمل فى الفضائيات إما مذيعين أو ضيوفا دائمين واقفين على باب الاستديو فى انتظار الظهور القادم، أو التحق أحدهم بمنظمة حقوقية ما، ورد شباب الائتلافات الجاهز هنا: نحن نكتب ونظهر على الفضائيات ونتحول لمذيعين من أجل الدفاع عن الثورة وشرحها للناس. وهو رد لطيف وظريف، ولكنه لا يعبر عن الواقع، لأنهم تطوعوا لأداء مهام ليست لهم وهم ليسوا أهلا لها، ولا يمتلكون أدوات تحويلها إلى فعل مؤثر، مثلهم مثل أحمد عز تماماً حينما قرر بفعل نفوذه أن يتحول إلى كاتب فى الأهرام.
راجع الظهورات الإعلامية لشباب الائتلافات لتكتشف بنفسك سطحية البضاعة الفكرية المعروضة والأسماء التى طرحوها لمجلس الوزراء والتفنن فى الاستظراف الذى وصل إلى أن كل شاب منهم يظهر على الفضائيات ليخاطب الناس فى البيوت يصر على استخدام مصطلح «حزب الكنبة» ساخرا من المشاهدين القابعين أمام الشاشات، دون أن يدرك هذا الجهبذ الذى تحول إلى مصرح فضائى فجأة أنه هو أيضا جزء أصيل من «حزب الكنبة»، وكل الفارق بينه وبين الناس الذين يسخر منهم أنه جالس أمام الكاميرا يتنقل من كنبة إلى كنبة أخرى مختلفة اللون والشكل حسب نوع الاستديو واسم القناة، يقول كلاما حماسيا دون أن يشرح ولو لمرة أى كلمة فيه، بينما هم يجلسون على كنبة واحدة أمام الشاشة يتلقون سخرية شباب الائتلافات منهم ويردونها عداء فى صدر الثورة.. عداء لن يظل لفترة طويلة صامتاً ومستكيناً.. فوق الكنبة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد رضا
روعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شمخ
مقالة مهمة
عدد الردود 0
بواسطة:
يحي أيمن
الله عليك يامحمد يادسوفي
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين محمد سيد فضل الله
الله ينور
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد شاكر
اجمل مقال
عدد الردود 0
بواسطة:
دقدق
انت مابعد الثورة شكل تانى!!
عدد الردود 0
بواسطة:
زاهر
حزب الكنبة يحييك على مقالك الرائع يا دسوقى
عدد الردود 0
بواسطة:
Moro
اخيرآ
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل ابوبكر - مهندس إستشاري
مقالة رائعة اوضحت الموقف بالظبط
عدد الردود 0
بواسطة:
Sayyad
تسلم ايديك يا حبيب والديك