خالد الشريف

المجلس العسكرى والثوار.. شرخ فى جدار الثقة

الأحد، 17 يوليو 2011 04:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الطبيعى أن يُعاوِد الثوار اعتصامهم بميدان التحرير لاستكمال ثورتهم فى ظلّ التباطؤ والتراخى الذى أُصِيب به المجلس العسكرى وحكومة شرف، خاصة مع انعدام الثقة بين الثوار والمجلس العسكرى انعدامًا يكاد يصبح ظاهرةً تسود المجتمع المصرى بأكمله، والسبب الطغيان الذى مارسه نظام مبارك البائد ضد جميع طوائف الشعب من خلال أمن الدولة وقوات الشرطة، والتى رسَّخت الخوف والرعب فى نفوس الناس، وهو أمر يُلْقِى بظلاله فى ميدان التحرير، حتى إنَّ فقدان الثقة انتقَل بين الثوار أنفسهم وهو أمر مُحْزِن.

بدايةً نؤكِّد أن ثورة 25 يناير ليست ملكًا للثَّوار فقط، بل هى ملك للشعب المصرى كله، ولا يمكن لأى مخلوق، كائنًا مَن كان، أن يُقْصِى أحدًا أو يخوِّنه، وميدان التحرير أصبح رمزًا للثورة، وسيظلُّ ملاذًا للمستضعفين والمظلومين إلى أبد الآبدين؛ ولذلك نحن نرفض ما قام به البعض من طرد للدكتور صفوت حجازى من الميدان، فضلاً أنه أحد قادة الثورة البارزين الذين وقفوا بصدورهم العارية فى بداية الثورة أمام جحافل النظام البائِد، فكان من الممكن أن يكون الرجل ضمن قافلة الشهداء أو ضمن السجناء إذا قُدِّر للثورة ألا تنجح، فالتخوين والتكفير مرفوض لمجرد اختلاف وتباين الآراء، فالترابط والوحدة هما الطريق لاستكمال نجاح الثورة.

الأمر الثانِى: على الثوار أن يكونوا مصدر سندٍ وقوةٍ لعصام شرف، وليس مِعْوَل هدمٍ؛ فالرجل لا يختلف عليه اثنان، لكن حوله من الفلول والمتربصين الكثير الذين يَعُوقُون عمله، وحسنًا فعَل بقبول استقالة يحيَى الجمل؛ لتكون بداية جيدة لتشكيل حكومة تعبِّر عن جماهير الثورة، وتوسع الهوة بين الثوار وفلول النظام البائد، لكن من الواجب أن نعطى عصام شرف وقتًا كافيًا لتنفيذ كل وُعُودِه، فليس لدى الحكومة عصا سحرية لحلِّ جميع مشكلات مصر المزمنة.

الأمر الأهم أنَّ الخلاف مع المجلس العسكرى حول وتيرة حكمه وإصداره للقرارات، والتى لا تتماهى أحيانًا مع الثورة، لا يُنْسِينا أنَّ هذا المجلس هو مَن حرس الثورة ولولاه لتحوّلت مصر إلى خرابات وساحةِ قتالٍ داميةٍ، وما يجرى فى ليبيا وسوريا خير دليل على ذلك، فغمرة خلافنا لا تُنْسِينا فضلَه على الثورة، ونغفر له هذا التباطؤ، خاصةً أنه غير مؤهَّل للحكم أو إدارة البلاد، وهو أمر يعترف به قادة المجلس أنفسهم، وهو ما يفسِّر لنا ذلك التخبُّط فى القرارات، كإلغاء وزارة الإعلام ثُمَّ رجوعها، والموقف من إجراء الانتخابات البرلمانية أولاً أم الدستور.. وهو ما يُحتِّمُ على المجلس سرعة بناء الدولة والتناغم مع الثورة وتنفيذ مطالبها لاستعادة الثقة مع الثوار.

الأمر الآخر، وهو ما نريد أن نؤكِّد عليه، هو أن الثورة ملك للجميع، فعلَى الثوار إذا أرادُوا استكمال نجاح ثورتهم أن يشعروا بآمال وآلام المصريين ويعبّروا بصدق عن نبض الشارع ومشاكل المواطنين.. ولا تكون الاعتصامات معبرة عن أنفسهم وأطماعهم فى الزعامة والقيادة؛ فمصلحة الوطن أهم ألف ألف مرة من طموحات وأفكار أى ثائِرٍ، وهذا ما يجب أن يَعِيَه الثوار.. فيجب الكفّ عن التهديدات بإغلاق قناة السويس، والذى سيحقِّق نتائج كارثية على مصر إن تَمَّ، وكذلك إغلاق وتعطيل حركة المرور أو إغلاق مجمَّع المصالح الحكومية، فهذه كلها قرارات تصبُّ فى خانة فلول النظام البائد وأعداء الوطن.

نريد ثوارًا راشدين يضعون نصب أعينهم مصلحة بلادهم.. نريد ثورةً واعيةً تبنِى ولا تَهْدِم.. تصلح ولا تفسد.. لا نريد ثورةً انفعاليةً كل همها البطش بنظام مبارك البائد وفلوله.. بل نريد ثورة بناء ونهضة تقود مصر إلى صدارة الأمم ومُقدمة الشعوب.








مشاركة

التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

غتحي

لا

عدد الردود 0

بواسطة:

اعتقد ان هذا الشرخ في مكان اخر

اعتقد ان هذا الشرخ في مكان اخر

اعتقد ان هذا الشرخ في مكان اخر

عدد الردود 0

بواسطة:

انا المصرى بيتكلم

ابتعدوا يا ثوار عن القوى السياسية الهادمة

عدد الردود 0

بواسطة:

احمدالحلواني

ثوار

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عبد الخالق

ايه ياعم خالد

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو جمال

25 يناير

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الملاح

موضوع جيد بس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة