من يرصد الأحداث منذ جمعة الغضب الثانية 27 مايو وحتى الموجة الثانية من الثورة يوم الجمعة 8 يوليو يكتشف أنه من الطبيعى أن تختلف القوى الوطنية المدنية والدينية المكونة للثورة، وذلك لاختلاف الأنساق الثقافية للقوى المدنية والدينية.. منذ إعلان نتائج استفتاء 19 مارس والقوى الدينية السياسية «جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها، القوى السلفية والأحزاب المنبثقة عنها مثل حزب النور، وحزب الوسط» جهزت نفسها للحكم الذى بات من وجهة نظرها قاب قوسين أو أدنى، ولذلك كان من مصلحتها أن تكون ضد شعار «الدستور أولا» وتكون مع شعار «الانتخابات أولا»، وتناثرت التصريحات المتسرعة من قادة الإسلام السياسى، والتى جعلت الكثيرين يفزعون من تلك التصريحات ويعتبرونها دليلا على الرغبة فى الاستحواذ والانفراد بالسلطة، بل إن بعض هذه التصريحات جعل بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ينتابهم القلق، كل ذلك أدى إلى تمسك القوى المدنية بضمانات دستورية تحول دون استحواذ أى طرف على السلطة.
وجاءت جمعة «الثورة أولا» لكى تؤكد حرص جميع الأطراف على الثورة كمرجعية وطنية ديمقراطية، ولكن منذ بداية الاعتصام بميادين مصر وانسحاب جماعة الإخوان المسلمين اتسعت الفجوة بين التيارين الأساسيين للثورة، جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها بدأوا فى التصرف كرجال دولة، وأعربوا فى أكثر من تصريح عن تمسكهم بمطالب الثورة ورفضهم للاعتصامات، وتصرفوا بعقلانية رجال دولة فى السلطة، وعلى الجانب الآخر تصرفت القوى المدنية كثوار فى المعارضة، واشتد ضغطهم بكل السبل، بما فى ذلك التهديد بالعصيان المدنى العام، وذهب بعض الشباب إلى نقد شديد للمجلس العسكرى، فقام أغلب قيادات تيارات الإسلام السياسى بالدفاع عن المجلس العسكرى، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن، واستجاب المجلس العسكرى ومجلس الوزراء لأغلب مطالب هؤلاء الشباب والأهم من ذلك كله بروز ظاهرتين أساسيتين: أولا اتساع الموجة الثانية من الثورة لتتخطى «القاهرة، السويس، الإسكندرية»، وتشمل محافظات أخرى من محافظات الوجه البحرى والصعيد. ثانيا: بروز الاختلافات داخل تيار الإسلام السياسى التى وصلت إلى استقالات وانشقاقات.
كل ذلك يطرح التساؤلات التالية: 1- هل بدأت تيارات الإسلام السياسى فى خسارة بعض مواقعها خاصة فى الصعيد؟
2- وبعد أن أعلن المجلس العسكرى فى تصريحات وتلميحات حول ضرورة الاتفاق على الآليات التى سوف يتم بها اختيار الجمعية التأسيسية للدستور.. إلخ، الأمر الذى دعا أغلب تيارات الإسلام السياسى وفى مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين إلى إعلان اختلافهم للمرة الأولى مع المجلس العسكرى، فهل هذا يعنى أن المجلس العسكرى بات يعتقد أن تيارات الإسلام السياسى صارت عبئا عليه؟
3- ويتساءل العديدون فى الشارع المصرى، ترى ما هى قوة هؤلاء الثوار الشباب حتى يتسنى لهم الضغط على المجلس العسكرى وعلى حكومة شرف واستجابة المجلسين لهما؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
قوة هؤلاء منبثقة من البلطجة ولاغير .
عدد الردود 0
بواسطة:
osman ahmed osman
الحرية مش ببلاش
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الانصارى
ايه ياعم الكلام ده