غدًا سيكون قد مر 59 عامًا على ثورة 23 يوليو عام 1952، هذه الذكرى التى يعتبرها الناصريون بمثابة ثورة مصر الحقيقية، ولكنها فى الواقع لم تكن إلا نكسة عظيمة فاقت نكسة 5 يونيو 1967 لأنها لم تأت بالحكم العسكرى المستبد فقط، بل رسخت فكرة الحاكم الواحد على مدى ستة عقود متتالية.
هذه الثورة قضت أيضًا على الليبرالية المصرية التى ترسخت فى مصر عبر عقود طويلة ليحل محلها شعارات رنانة لها رد فعل عكسى على أرض الواقع مثل شعار: «ارفع رأسك يا أخى لقد انتهى عصر الاستعمار»، فمن رفع رأسه تمت الإطاحة بها، وأصبحت مصر تُقاد بالرجل الواحد، والحزب الواحد، والفكر الواحد، وضرب العظماء مثل العلامة السنهورى، فى عقر دار القضاء العالى بالحذاء من الوزير سعد زايد وهو يصرخ: «القانون هو ما يقوله السيد الرئيس»!!!
شباب مصر الواعى حقق لمصر حلم حياتها لتخرج إلى آفاق رحبة، هو الذى قاد ثورة اللوتس البيضاء التى أجبرت العالم على الاعتراف بها، فاعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها ثورة حقيقية ليس لأنها قضت على الحاكم العسكرى المستبد، بل قضت على حكم العسكر، وسيكون مستقبل مصر أفضل، لتحتل مكانتها الريادية فى العالم بعد القضاء على طيور الظلام التى تحاول بكل الطرق السطو على أمجاد الخامس والعشرين من يناير لعام 2011.
كان لهذه الثورة تأثير إيجابى على المسرح السياسى المصرى إذا قورنت بانقلاب يوليو الذى قاده «الضباط الأحرار»، فثمارها تجلت فى القضاء على الإخصاء السياسى الذى ضرب الحياة السياسية فى مصر منذ عام 52 حتى رحيل نظام مبارك البائد، فبزغت كوادر شبابية أثبتت قدرتها على مواكبة العصر مسخرين وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة للوصول للقرى والنجوع على أرض المحروسة.
أيضًا قضت هذه الثورة على فكرة الرجل الواحد والفكر الواحد، وضمت كل التيارات الوطنية للعمل الجماعى لإعلاء الوطن، وعرت العناصر المؤدلجة التى تحاول السطو على نجاحات الآخرين.
فهى مستقبل وأمل مصر للخروج بمصر لمكانتها العالمية. أما انقلاب يوليو فكان بمثابة انقلاب داخلى حطم نفوس المصريين واقتصادهم وأفلس خزائنهم وجعلهم مديونين بعد أن كانوا دائنين لإنجلترا بسبب زعيم تمكنت النرجسية منه فراح يجوب فى المنطقة يمينًا ويسارًا بحروب وصراعات أخّرت مصر واستنفدت رصيدها الاقتصادى فى اليمن والسودان والجزائر.
إن انقلاب الـ 23 من يوليو عام 1952 كان بمثابة انقلاب داخلى ضرب مصر ضربة قاضية على مدى ستة عقود متتالية.
أما ثورة شباب مصر الحقيقية فهى قيامة جديدة لمصر تحتاج للرعاية والعناية والحماية ليس من محاولات سرقتها فقط، بل من خلال ربَّان حكيم قادر على قيادة الدفة قيادة حكيمة حتى نجنى ثمار ثورة اللوتس.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
el masry
علي منهج م/ عدلي ابادير
عجبي لسه بتتكلم ايطالي ولا نسيته.
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق سليمان
كلمنا عن إنتفاضة الكاتدرائية المباركة
عدد الردود 0
بواسطة:
مريم
ثورة الشعب لا ثورة الشباب ..وما هي حكاية ثورةاللوتس هذه !!!!!@
عدد الردود 0
بواسطة:
جارك في سويسرا
أرحمنا
عدد الردود 0
بواسطة:
جارك في سويسرا
أهل النفاق
عدد الردود 0
بواسطة:
atef
شيال
عدد الردود 0
بواسطة:
Bill oreily
fox news
عدد الردود 0
بواسطة:
شهد
مين قالك انه نكسه
عدد الردود 0
بواسطة:
fayez
موضوع سخيف ومعلقين فى منتهى التخلف
لاتعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب
رداً على رقم 7