الثورة بين موسى والفرعون

قلت لك من قبل وأكررها، الثورة لم تندلع لكى نلعن الماضى فقط، ونتبارز فى كشف فساد حفنة من الرجال خرّبوا مصر على مدار ثلاثين عاما، هذه المبارزة حول الماضى تؤكد أننا نريد أن نثبت ما تم إثباته أصلا وكان سببا فى اندلاع الغضب.

فى يقينى أن الثورة قامت حتى لا ننخدع مرة أخرى، ولا نُلدغ من الجحر مرتين، فما الفائدة أن أحاسب الماضى ولا أستطيع محاسبة الحاضر والمستقبل؟ الثورة قامت حتى نستطيع محاسبة الحكومة الحالية على خطاياها، والثورة قامت حتى نستطيع مراقبة أداء الوزراء الذين يتولون شؤون الحكم فى البلاد، والثورة قامت حتى نستطيع أن نمنع الفاسدين الجدد والُمطبّعين الجدد من الوصول إلى مواقع السلطة، والثورة قامت حتى تتيح لنا المعلومات التى تضىء طريقنا إذا ما كان حكامنا من جنس «موسى» أم من جنس «الفرعون»، والثورة قامت حتى نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفساد، فلا تتركوا مصر نهبا لفاسدين جدد، أو مُطبّعين جدد مع إسرائيل، بينما خرج الناس لإنقاذ مصر من الفاسدين والمطبعين القدامى الذين باعوا البلد وثرواتها لإسرائيل.

انتبه.. الثورة تنظر إلى الوراء، بينما تحتاج مصر أن تنظر هذه الثورة إلى المستقبل.