يأتى الاحتفال بالعيد الـ59 لثورة 23 يوليو المجيدة ومصر تعيش أجواء ثورة جديدة وليدة صنعها الشعب فى 25 يناير وأيدها وضمنها جيش مصر الباسل.
ثورة يوليو كانت ثورة جيش مصر بقيادة ضباطه الأحرار على الاحتلال ونظام الحكم الفاسد والظلم الاجتماعى والفساد والإقطاع، وباركها وأيدها الشعب ولم ينعزل عنها، لأنها قامت من أجل حريته واستعادة كرامته المهدرة وحقوقه واستقلاله فتحقق شعار «ارفع راسك يا أخى فقد مضى عهد الاستبداد» وتحقق أيضا شعار «الجيش والشعب إيد واحدة» قبل 59 عاما من قيام ثورة يناير فتحقق ليوليو ما أرادت، ومضت بثقة فى إنجاز أهدافها الستة فى «القضاء» و«البناء» بفضل دعم الشعب ومباركته.
جيش مصر العظيم الذى قام بثورة يوليو بقيادة جمال عبدالناصر كان تجسيدا لنضال الشعب المتواصل والمتراكم طوال تاريخه لأنه جيش الشعب وسيفه ودرعه مهما قال عنه بعض الجهلاء بالمدرسة العسكرية المصرية الأصيلة. ولعل من عاش تلك الفترة يتذكر ما كان يقال عن الجيش المهزوم فى 48 و«التابع للملك وسيفه ودرعه» ولم يخطر على بال أحد أن يثور هذا الجيش ضد النظام القائم برمته ولذلك كانت المفاجأة الكبيرة التى وصفها البعض بالانقلاب والحركة ولم يتوقعوا نجاحها، فجاءت كلمة الشعب هى الحاسمة والفاصلة فى تأكيد أن ما حدث هو ثورة كاملة.
أبناء مصر الشرفاء فى الجيش المصرى كان من الطبيعى أن ينحازوا إلى ثورة الشعب فى 25 يناير ويؤكدوا دعمها الكامل فى تحقيق أهدافها رغم كل ما كان يقال أيضا ومازال بعض السفهاء يرددونه. لم يكن موقف الجيش من ثورة يناير مجرد «رد الجميل» للشعب الذى ساند الجيش فى يوليو، وإنما كان موقفا طبيعيا من مؤسسة عريقة ذات تقاليد عسكرية إنسانية راسخة تعى دائما أنها جزء من هذا الشعب ولا تنفصل عنه ولا تنحاز إلا لمطالبه وأهدافه وأحلامه فى التغيير، فكان الموقف البطولى الواضح فى الوقوف إلى جانب الشعب ضد نظام مبارك الفاسد.
هذا هو جيش مصر فى ثورتين عظيمتين لا انفصال بينهما أو صراع أو نزاع على مكانة تاريخية أو قيمة إنسانية، كما يحاول بعض «المراهقين» فى وضع ثورات مصر فى مواجهة بعضها البعض.