أحداث العباسية التى راح ضحيتها أكثر من ألف مصاب من ثوار ميدان التحرير وغيرهم فى معركة حامية الوطيس مع ما يسمونهم بالبلطجية والمأجورين من فلول النظام السابق والقوى الأجنبية الخارجية التى تريد إفشال الثورة وشيوع عدم الاستقرار فى البلاد ومن ثم إسقاط الدولة صاحبة التاريخ والحضارة.. وما حدث قبلها من انقسام الثوار إلى فريقين، أحدهما مرتكز فى ميدان التحرير والآخر فى ميدان روكسى والفريقين يكيلون الاتهامات لبعضهم البعض بالعمالة والخيانة والتمويل المشبوه.. إلخ وأحدهم وهو فريق روكسى يطالب فريق التحرير بترك الميدان وعدم تعطيل الإنتاج والمرافق أكثر من ذلك وعدم المساس بالجيش بينما ينفى فريق التحرير ذلك مؤكدا عدم تعطيله للمرافق والإنتاج وأن المجلس العسكرى الحاكم ليس هو الجيش! ومن ثم فإن نقضهم لسياساته وطريقته فى إدارة البلاد ليس فيه مساس بالجيش! وما يحدث من جمعات متتالية ومسمياتها الغريبة مثل جمعة الإنذار الأخير وجمعة الحسم وجمعة القصاص وجمعة إقالة الحكومة وغيرها من المسميات - التى ما أنزل الله بها من سلطان- هى ديكتاتورية غير مستحبة من الميدان تفرضها على جموع المجتمع بأسره.. ونشر خبر عن نية الثوار فى إغلاق قناة السويس للضغط على المجلس العسكرى لم يحدث على الإطلاق، بل إشاعة مضللة.. كل هذه التحركات والخيم المنصوبة فى التحرير وتعطيل مصالح الناس والمحلات والوزارات ومجمع التحرير فى هذه الأيام من الأمور الغير مستحبة على الإطلاق والتى لابد أن توقف فورا حتى تعود الحياة إلى طبيعتها ونعاود مطالبنا بالحوار والوقوف حول المجلس العسكرى الحامى الأمين لهذا الشعب والوقوف بجواره وعدم إطلاق شعارات برحيله لأن هذه هو الهراء بعينه ولا أحد يشك فى وطنية هذا المجلس.. فلا يدرك أحد مدى بشاعة وخطورة الفوضى إذا حدثت فى مصر الآن وفى المستقبل القريب، وإذا سقطت مصر - والعياذ بالله - فهذا يعنى سقوط أهم دولة فى العالم بما لديها من إمكانيات رهيبة وممرات حيوية وسواحل طبيعية ومناخ وطبيعة ساحرة وبترول ووو .. وأيضا تهديد لكل البلاد العربية بعد ذلك وتقسيمها وتفتيتها وإضعافها، وهناك دول على الاستعداد لكى تنفق المليارات الدولارات لضعاف النفوس لدينا – وما أكثرهم فى بلادنا – من أجل استمرار حالة الفوضى بالبلاد وإشعال حرائق الفتن الطائفية وتحريك جحافل البلطجية الموجودة بالعشوائيات، وخلق معارك وتوترات وتجنيد بعض قنوات الإعلام لفعل ذلك مثل قناة الجزيرة القطرية ومن ثم إسقاط الدولة نهائيا، حتى يتم تقسيمها إلى ثلاث دويلات، الأولى دولة مسلمة يعيش فيها السلفيون ومن ولاهم، والثانية دولة قبطية، والثالثة دولة فلسطينية فى سيناء والعريش بعد حملة طردهم من أراضيهم فى غزة والضفة من قبل الآلة الإسرائيلية خلال هذه الظروف وهذا هو المخطط المطروح!!
فنحن لدينا أكثر من 159 ائتلاف شباب ثورة وأكثر من 30 حزبا سياسيا وحركات متعددة مثل حركة 6 إبريل، منقسمون، وأموال خفية عن الثوار هنا وهناك - مثل تصريح السفيرة الأمريكية بالقاهرة بأن الأموال التى منحتها السفارة لأشخاص من مصر منذ بداية الثورة حتى مرور ستة أشهر حوالى 40 مليون دولار - فأين ذهبوا ومن أخذهم وماذا فعل فيهم وما أهداف هذه الأموال وما حجمها بالضبط ؟؟ كلها أسئلة غامضة تحتاج إلى إجابة !!
بل وصل الأمر بجاحته أن يعلن أحد المستفيدين من هذه الأموال الأمريكية عبر قناة المحور الفضائية، أنه مسئول إحدى المنظمات المجتمع المدنى ويحصل على تمويل من أمريكا سنويا من أجل توعيه الشباب وأن 10 آلاف من ثوار التحرير تم تدريبهم فى مؤسسته ومعه صور لتحقيق شخصياتهم والرواتب التى تقاضونها!
لذلك فلابد من عدم المساس بالمجلس العسكرى الذى حمى الثورة ولم ينصاع إلى النظام السابق الذى قيل أنه طُلب منه ضرب المتظاهرين ولكنه رفض الأمر ووقف بجوار الشعب فى ثورته وتم إسقاط الرئيس ومعظم أفراد نظامه.
وقال المجلس فى رسالته رقم “69” إنه بالإشارة إلى الخطوات الإيجابية التى تحققت خلال الأيام الأخيرة والتى تهدف إلى تحقيق المطالب المشروعة لثورة 25يناير، إلا أن تحقيق هذه الخطوات الإيجابية تعارضت مع المصالح الشخصية لبعض الحركات السياسية ذات الأجندات الخاصة، والتى بدأت فى التحريض لزرع الفتنة بين الشعب والقوات المسلحة".
وأكد المجلس فى رسالته أنه لا صحة لما تردد عن قيام القوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين فى الإسماعيلية أو السويس أو أى مدينة أخرى.
ودعا المجلس كافة فئات الشعب إلى الحذر وعدم الانقياد وراء “هذا المخطط المشبوه الذى يسعى إلى تقويض استقرار مصر والعمل على التصدى له بكل قوة.
فلابد أن نتوحد مع الشرعية والمجلس العسكرى ونتحاور معه ونقيم تظاهرات كنوع من الضغط عليه ولكن بشكل متحضر وسلمى بعيدا عن العنف والبلطجة والتشدد الدينى وكافة الوسائل المشبوهة.. ولنثبت على مقولة "الشعب والجيش إيد واحدة".