تطهير المؤسسات من رجال الحزب الوطنى أمر ضرورى حتماً، لكن الأهم هو بناء قاعدة جديدة من رجال الحكم فى الصفين الثانى والثالث فى المؤسسات الحكومية، لا تعمل بنفس أجندة رجال مبارك، ولا تتبع نفس آليات المنتمين للحزب الوطنى، لا نريد أن يكون التطهير قرارا ورقيا بلا نتيجة على الأرض، كأننا لم نفعل شيئا، ولم نطهّر شيئا، بالبلدى يعنى «كأنك يا بوزيد ما غزيت».
المشكلة دائما ليست فى تغيير الرجال، بل فى تغيير قواعد الإدارة لتحقُّق المساواة بين الناس، لا لتمييز أشخاص على آخرين، أو فئة على فئة، فلا مجال الآن لكى ينفرد رجل واحد بالسلطة، أو تسود مفاهيم المحسوبية والواسطة والمحاباة والشللية فى المؤسسات.
الرجال زائلون، لكن قواعد الإدارة خالدة، وإن كانت الحكومة تعتزم تطهير البلد من فلول «الوطنى» فى المؤسسات العامة، وفى أجهزة الدولة، فعليها أن تحذر من استمرار برنامج الحزب الوطنى، وهيمنة هذه المفاهيم القديمة، فلا نريد بعد قليل أن ننظر إلى التغيير والتطهير لنقول «مات الملك.. عاش الملك».
خالد صلاح
مات الملك.. عاش الملك.. المشكلة ليست فى الرجال بل فى قواعد الإدارة
الأربعاء، 27 يوليو 2011 08:00 ص