محفوظ عبدالرحمن

المدير «الثورى»!

الخميس، 28 يوليو 2011 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«فلان الفلانى» ولا يهم الاسم. ضع الاسم الذى تريده فهو نكرة لا يعرفه أحد حتى لو كان يظن غير ذلك، كانت مشكلة «فلان الفلانى» دائماً هى أن أحلامه أكبر من قدراته، لذلك عاش فى صباه المبكر حلم أن يكون فى نجومية عماد حمدى وشكرى سرحان ورشدى أباظة وكمال الشناوى. ولكن استعصى عليه دخول معهد الفنون المسرحية. ثلاث سنوات متتالية يمتحن ويرسب. وفى النهاية وجد واسطة فى جار له. قال له: يا فلان الفلانى الوساطة فى الفن خطيرة جداً. أنت لن تستطيع أن تكون فناناً إلا إذا كنت موهباً. قال له «فلان الفلانى» بثقة: وأنا موهوب يا أستاذ!

ولم يصدق الجار لكنه توسط له ظنا أن وساطته.

لن تفيد. ولكنها نفعت! ودخل «فلان الفلانى» المعهد بل تخرج فيه بعد جهد كبير فى المذاكرة والاهتمام. وعين فى إحدى الفرق المسرحية.

ثلاثون عاما وهو ينتظر المجد. وعربة المجد السحرية لم تظهر بعد. الكراسة التى اشتراها لكى يسجل فيها أعماله لم تسجل سوى خمسة أعمال، كلها بالواسطة.

لكنه كسب ما لم يتوقع فلقد عرف أهم الأعمال ومن كتب فى المسرح، وعرف كلمات كبيرة مثل «موت الكاتب المسرحى». وكان يقضى المساء وجزءاً من الليل يمر على المسارح يزن النجاح والفشل ويصاحب بعض الممثلين فنحن بها زملاء!! وكثيراً ما قال رأيه فى «لغة الجسد»، وأحيانا كان يضع مسرحية من روائع المسرح فى جيبه.

وفى 15 فبراير الماضى أو نحو ذلك سمع أن الدنيا تغيرت وأنه قد قامت ثورة. فقال لنفسه حازما إنه أيضاً تغير وعليه أن يصبح نجماً، الآن قلق بعض الشىء من جهله بميدان التحرير، لكنه عندما قال: أمس عندما كنت فى ميدان التحرير.. فوجئ بالآذان مصغية. فسهل تكرارها وتطويرها. وأصبح «فلان الفلانى» كأنه من نجوم الميدان، وسأل عن ائتلاف النجوم المظلومين!

فى تلك الفترة كانت قيادات المسرح لابد أن تتغير، وجاءت فكرة لم يسبق تنفيذها فى أى مكان فى العالم، وغيرنا يؤكدون أنها لن تحدث مرة أخرى: وهى اختيار القيادات بالانتخاب. وأعلن عن إجراء الانتخابات على عجل. ولذلك تقدم للترشح «فلان الفلانى» و«علان العلانى» وواحد أو اثنان فقط من الموهوبين.

وفاز «فلان الفلانى» طبعاً كان لابد أن يفوز. وكانت المرة الأولى التى يفوز فيها. وانقلبت حياته واشترى رابطة عنق بمبى. وذهب إلى المسرح فى تاكسى، ورفض أن ينزل صباحاً ليشترى فول الإفطار كالعادة فمكانته تمنعه من ذلك. ولما ألحت عليه زوجته سألها مستنكراً: وماذا كنتم تفعلون عندما كنت أبيت فى ميدان التحرير؟ قالت له ببساطة: إنك لم تبت «بره» أبداً! وثار على الزوجة الساذجة وخشى من لسانها على مستقبله.

وجاءه «أوردر» إذاعة بعد سبعة أعوام من الخصام. ورأى أنهم يسجلون مع النجوم أولا. فثار: إذا كان هؤلاء نجوما فنحن أيضاً مثلهم وأكبر.

حدث نقاش طويل صاخب وشتم من شتم. وقالت المخرجة: من لا يعجبه الشغل يتفضل! وقال «فلان الفلانى» بحزم: لقد اقتنعت بهذا الترتيب!

ومال على جاره: نحن فى زمان أغبر لا يحترمون فيه مديرى الفرق، أين زمان؟.. خليل مطران وجورج أبيض وأحمد حمروش وكرم مطاوع.. نظر له جاره بدهشة: من هؤلاء؟!
> وكلمة أيضاً

ذات يوم سرت شائعة صغيرة لطيفة أن المذيعة دينا عبدالرحمن هى ابنتى. ولم أكن قد رأيت دينا. بعدها رأيتها مرة واحدة، ولدىّ ابنة فعلاً، لكنها بعيدة عن الإعلام تماماً، وهى أيضاً بعيدة عن دينا مكانيا فهى تعمل أستاذة فى جامعة كمبريدج.

لو أن هذه الشائعة سرت مرة أخرى فلن أكذبها. دينا عبدالرحمن هى ابنتى وابنة كل المصريين، الذين أحبوا صدقها وجرأتها. ولو أنها فعلت ما فعلت فى زمن مبارك لعوقبت بنفس العقاب. لكن عقابها الآن يؤلمنا جميعاً.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سما

انت انسان رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة