"مسلم مسيحى أيد واحدة"، "الجيش والشعب أيد واحدة"، "سلمية سلمية مدنية مدنية".. كل هذه شعارات رددها كل المصريين، وجمعت وصهرت كل أطياف الشعب فى بوتقة واحدة لا تعرف دين أو عقيدة أو مذهب أى شخص أثناء الهتافات، فكان الكل له هدف واحد هو إسقاط نظام بائد جثم على رئة المحروسة، ما يقرب من 60 عامًا، جرف الخير الجمال والحق والعدل ليزرع بدلاً منه كراهية وحقدا، علاوة على طيور سمان تضخمت وتوحشت وأصبحت تقتات على جثث الفقراء والبسطاء، وترتوى على دماء شباب مصر الطيب.
ولكن الآن، ماذا حدث للمصريين؟ لقد انقسم الشعب بين مسلم ومسيحى، ومسلم ومسلم إخوانى، مسلم سلفى ومسلم إخوانى، وتعالت نعرة الاستعلاء من عسكريين رافضين فكرة الاختلاف فى الرأى، وأصبح الكل يخون الكل لتصبح الصورة ليست بيضاء بل بها شوائب، بل أكثر تلك الشوائب شوائب زرعتها التيارات الدينية، فرفعوا سيوف التكفير والإلحاد لكل مخالف لهم، وسعوا لضم الأحزاب الورقية لعمل لوبى "ائتلاف" لسحق المخالفين فى أسلوب يضرب المنافسة الحرة الشريفة بين كل التيارات الوطنية الأخرى.
وعلى أرض المحروسة أصبح الانقسام سيد الموقف؛ ففيها تيارات دينية وفكرها الأصولى المعروف ألا وهو عدم جواز الخروج على الحاكم حتى لو كان جائرًا، تحاول السطو على الثورة لتقود مصر للخلف در بأيدلوجيات عقيمة عفى عليها الزمن وجماعة الإخوان المسلمين، وأيضًا التى ظهرت فى اليوم الثالث من الثورة تعلن رفضها للمبادئ الدستورية أيضا لحصد مكاسب شباب الثورة، فمازالت تصريحات الجماعات الدينية تتوعد بمليونية غدا الجمعة ضد المبادئ الدستورية التى تضمن الحق العدل والمساواة، الضامنة لدستور مدنى راقى يقود مصر لمستقبل ناصع فريد، مستغلة مشاعر البسطاء من الناس، معتقدة أنها تملك الحقيقة المطلقة، فى تحدِ سافر لكل التيارات الوطنية، مستهينة بدماء الشهداء الأبرار الذين قدموا دمائهم قربان لأجل مصر.
وحتى شعار "الجيش والشعب أيد واحدة" طاله التشويه، كما شارك فى هذا التشويه الإعلام المصرى القومى بسلوكه نفس المسلك القديم من تخوين المخالفين، وشارك فى هذا أيضًا إعلاميين معروفين أكلوا على موائد دول الجوار، وكانوا أدوات معروفة لجميع المصريين تستخدم للنيل من أعداء النظام.. إن ثورة مصر تمر بمرحلة حرجة، خاصة مع محاولات دول الجوار القضاء على ثورة شباب مصر البيضاء كى لا تهز عروشهم.
إن الواجب على كل مصرى أمين العمل لأجل مصر والمساهمة فى نشر الوعى السياسى لدى الشعب البسيط، وعدم ترك فكرة عرضة للسلب والنهب من تجار الدين، إن واجب كل مصرى أمين العمل على ما نادت به الثورة البيضاء مدنية مدنية، إن واجب الشرفاء المصريين العمل على وحدة الصف للقضاء على فكر الخبثاء مستغلى الدين للفرقة بين المصريين، إن واجب كل مصرى مراعاة دماء شهداء ثورة مصر الإبرار الذين ضحوا بحياتهم وسفكت دمائهم لأجل مستقبل أفضل لمصر يقودها للمدنية والحداثة، ترى هل تعود تلك الشعارات أم سيستمر الانقسام سيد الموقف؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د أسامة
موتوا بغيظكم
عدد الردود 0
بواسطة:
SAME7
مقال لايستحق عناء القراءه
واقل من ان يرد عليه
عدد الردود 0
بواسطة:
محب وديع
فارس كالعادة
مقال في الصميم يلخص حال مصر الان..فارس كالعادة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق سليمان
قصدك دول الجوار أمريكا و أوروبا و العالم المسيحى الغربى و إسرائيل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الجهل سبب التخلف
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد هندواى
خاص إلى رقم 5 و عددكم يتراوح بين 3 إلى 4.7 مليون
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم
يخرب بيت كرهك للإسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى اصيل
مش مهم العدد
عدد الردود 0
بواسطة:
MOATEN
للاسف
عندك حأ و الدليل باين من كلام الي بيعلقو
عدد الردود 0
بواسطة:
بحب بلدي
سلفي بيحب مصر