جعلوها معركة منصات، نقلوها من خانة التطهير والإصلاح الذى يمنحنا مستقبلا أفضل إلى خانة الشتات والفرقة التى تمنحنا مستقبلا أسود، حوّلوا دفة المعركة الباحثة عن الحرية والعدالة إلى معركة حول الهوية إسلامية كانت أو ليبرالية، صغروا الأمر حتى بدا وكأن مصر فاقدة الذاكرة، تائهة بلا بطاقة شخصية والكل يهرول لأن يستخرج واحدة لها على حسب هواه، قبل أن يطعمها لتقف على قدميها ويضمن لها الأمان والمستقبل.
مصر لا تحتاج إلى مليونية للتأكيد على إسلامها، ولا تحتاج إلى حناجر صارخة للتأكيد على ثوريتها وليبراليتها، مصر التى فى كتب التاريخ وفى قصص جدودنا كانت كذلك بلا صراخ وبلا مليونيات، وكانت أعصى من أن يختطفها أحد من جانب ليضمها إلى الآخر، ولهذا السبب يبقى التفاؤل والاطمئنان وتبقى الثقة فى أن هذا الوطن أكبر بكثير من التجار واللصوص وهواة الهتاف قبل التفكير.
ولأن رائحة سماوية كانت تفوح من أحداث تلك الثورة، يتضاعف الإحساس بالثقة فى أن رب السموات والأرض لن يسمح لفئة ما أن تمد يدها فى جيب هذا الوطن وتسرق روحه، ولأن أمرا ما إلهيًا ثبت المصريين فى الميدان حتى رحيل مبارك رغم قسوة العنف واللعب فى العقول، فإن مساحة الاطمئنان قابلة للزيادة مادامت مساحات الإخلاص فى نفوسنا غير قابلة للانكماش أو تتقلص بفعل عوامل إغراءات الدنيا والسلطة والإعلام.
تفاءل ياصديقى حتى وإن بدت كل الظروف مربكة، وكل الشاشات ضبابية.. تفاءل لأننا عشنا 30 عاما ضاقت فيها أماكن الفرح، والبراح الذى نتمناه امتلأ بالأوجاع والأمراض، عشنا داخل بيوت لا تخلو من مصيبة، ولا فراش من فراش أهلها يخلو من مريض بالفيروس سى أو السرطان وهى أمراض تخرب البيوت قبل أن تجلس على تلها، ولا مكتب ولا وزارة ولا مسؤول تخلو جيوبه من رشوة أو قطعة أرض حرام، ولا سجن من السجون إلا وبداخله أبرياء، ولا عرش إلا ويجلس عليه طاغية جبار لا ينصر مظلوما ولا يعاقب ظالما ولا يسأل نفسه عن ملايين الأرواح التى تتعثر أمام قصره أو تغرق فى عباراته أو تموت حرقا فى قطاراته أو تُطحن أشلاؤها فى حوادث طرقه أو تشنق نفسها يأسا من مستقبل مشرق فى ظل حكمه.
تفاءل لأن هذا الوطن عشنا فيه سنوات طويلة ولم نكن أبدا كالبنيان المرصوص كما أمرنا نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، بل كنا كالرصاص المنثور نقتل بعضنا بعضا، تفاءل لأن ما هو قادم لن يكون أبدا أسوأ مما مضى، ادعُ ربك واستحضر عظمة رسولنا الكريم فى قلبك، استغل الفرص واشعل داخل نفسك ثورة، وتعالَ نتوسل لرسلونا الكريم أن يمدنا بقوته التى نشر بها رسالته رغم أنف الحاقدين والكارهين.. نحن عطاشى يا رسولنا ونيلنا يجرى من تحت أقدامنا، وجوعى والزرع الأخضر يداعبه الهواء فى أرضنا.. أما لهذا الغضب أن ينزاح.
يا رسولنا تبنا وتعلمنا ومصائبنا خنقت الشياطين بداخلنا.. ادفعنا بذكراك وببركة الشهر الكريم لنضع نقطة.. ونبدأ من أول السطر، و لا تحرمنا من شفاعتك يوم العرض على المولى عز وجل، ولا تحرمنا منها الآن ونحن قابضون على جمر المشاكل والمصائب التى فاضت وبلغت حلقوم حياتنا!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
EGY MAN
MUBARAK TV
عدد الردود 0
بواسطة:
EGY MAN
MUBARAK TV
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف ابو عميرة
على الليبراليين ان يفهموا ان اسلامية مصر ليست ضد المدنية
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد عبد الشافى
ذعر الصفوه و دكتاتورية النخبة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام المسلم المصري
أنا مش عارف ليه الكاتب مصمم على الخبث في مقالاته ..
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام المسلم المصري
نصيحة لله أوجهها للكاتب : تب إلى الله .. عادي إنك تختلف معاهم .. ولكن خليك صادق وبلاش كذب
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد المنعم
ارحل
عدد الردود 0
بواسطة:
hosam
correc tion
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed
Point of view
عدد الردود 0
بواسطة:
الجندي
ربنا يهديك