عندما نعلم أن حوالى 10 ملايين مصرى مصابون بفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى، علينا أن نشعر بالخطر، وهو خطر يهدد أمن الدولة والأمن القومى ويستدعى القلق وشن الحرب.
وقد رأينا فى السنوات الأخيرة أن النظام ووزارة الصحة يهتمان ويركزان على خطر محتمل، ويتبعان منظمة الصحة العالمية فى هلعها المصطنع من أنفلونزا الخنازير ويتجاهلان الفيروسات الكبدية القاتلة والتى تمثل خطرا مؤكدا.
نقول هذا بمناسبة اليوم العالمى لأمراض الكبد الذى مر دون أن يلتفت إليه أحد، ربما لأن الاهتمام بالسياسة يأخذ كل الوقت والجهد من السياسيين والثورة والحكومة والمجلس العسكرى. بالرغم من أن السياسة لن تكون لها قيمة طالما تتهاون مع صحة المواطنين.
فالهدف الأساسى لأى عملية ديمقراطية هو البحث عن إسعاد المواطنين ومنحهم الاطمئنان على المستقبل.
لقد كانت إحدى جرائم النظام السابق هى التراخى والإهمال فيما يخص صحة المصريين، حيث تم تجاهل المستشفيات العامة والمركزية وترك المرضى ضحايا لمغامرات المستشفيات الخاصة، وكان المرضى الفقراء لا يجدون أمامهم غير الموت وإذا اضطروا لتلقى العلاج فى مستشفى حكومى تكون نجاتهم بالصدفة.
وزارة الصحة أعلنت أن معدل انتشار الإصابة بالفيروسات الكبدية فى مصر بلغ 9.8 %، أى حوالى 10 ملايين وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن الإصابات تتزايد بمعدل 160 ألف حالة سنويا. كما أن الفيروسات الكبدية «بى و سى» تقتل 40 ألف حالة سنويا، والفيروسات هى ثانى سبب رئيسى للوفاة فى مصر، وتشكل نسبة 10 % من إجمالى الوفيات.
مساعد وزير الصحة يقول إن الوزارة لديها خطة منذ 2003 لمواجهة الفيروسات الكبدية تعتمد على العلاج والوقاية. لكن النتائج المستمرة تكشف أن المكافحة بلا جدوى، لأن الأعداد تتضاعف والإصابات تستمر، بما يعنى عدم تحديد طرق العدوى، الأمر الذى يكشف عن عدم جدية أى جهود لمواجهة الفيروسات الكبدية.
الحكومات السابقة تركت المرضى نهبا لتجار المرض والقطاع الخاص الذى حول الفيروسات الكبدية إلى سبوبة وتجارة تم فيها استنزاف المرضى الغلابة بلا نتائج. ولا تزال نفس السياسات مستمرة بلا تغيير.
ربما كانت أول خطوة تشعر الناس بوجود حكومة أو وزارة للصحة، هى أن يشعروا بتحول فى نظام الصحة والعلاج والدواء. حيث يمكن للمواطن أن يستغنى عن نوع طعام أو ملبس لكن الدواء أمر لا يمكن استبداله. فهل يمكن أن نقرأ قريبا عن حرب تشنها مصر وحكومتها على أعدى أعدائها.. الفيروسات الكبدية؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Egy Man
MUBARAK TV
عدد الردود 0
بواسطة:
Egy Man
MUBARAK TV
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالباسط القصاص
فذكر انما انت مذكر