سعيد الشحات

«بروفة» لانتخابات الشعب والرئاسة

الأحد، 31 يوليو 2011 09:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقدت فى مقالى أمس الدكتور محمد سليم العوا فيما ذكره عن أهداف مليونية جمعة أول أمس، والتى ذكر فيها أن المظاهرات ستنطلق لإعلان رفض المبادئ فوق الدستورية، والتأكيد على شكل ومعايير انتخاب لجنة لوضع الدستور الجديد، وقلت إن كلام العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، والذى ذكره مساء الأربعاء السابق على مليونية الجمعة، يتناقض مع الجهود التى تضافرت من القوى السياسية المختلفة، وكان ذروتها اجتماع حزب الوسط، وانتهت بتحديد أهداف جامعة لكل المليونية، وابتعدت عن القضايا الخلافية، بهدف التأكيد على وحدة الصف، وتجاوز حالة الشقاق التى تسيدت المشهد السياسى فى الفترة الأخيرة.

كتبت هذا الكلام قبل مليونية الجمعة بساعات قليلة، باعتقاد أن الاتفاق الذى تولد من اجتماع حزب الوسط، هو العهد الذى سيكون عليه كل من يذهب لميدان التحرير بالقاهرة، أو مسجد القائد إبراهيم فى الإسكندرية، لكن ما ذكره الدكتور العوا هو الذى حدث، بدءا من الحشد الهائل لقوى الإسلام السياسى، وسيادة الشعارات الدينية، والهتاف ضد «المبادئ فوق الدستورية»، وهو ما أدى إلى انسحاب الآخرين من المليونية، أى لم يتحقق هدف وحدة الصف الذى سهر من أجله المجتمعون فى حزب الوسط.

وما حدث يقود إلى الاعتقاد بأن الترتيبات السرية فى الغرف المغلقة كانت تسير فى اتجاه، وكان الدكتور العوا يعلمها، بينما كانت الجهود العلنية التى قادها وشارك فيها ممثلون عن الائتلافات والحركات السياسية والأحزاب تسير فى اتجاه آخر تماما، وانتهى صراع السر والعلن بأن أصبحت مليونية الجمعة صفا واحدا، لكنه صف قوى الإسلام السياسى، التى استعرضت قوتها وقدرتها على الحشد، وتأكيدها على نظرتها غير المطمئنة إلى القوى الأخرى بوصفها لها بأنها قلة تستغل صمت الأغلبية، ولابد أن تخضع الآن لإرادة الأغلبية.

ما حدث فى هذه المليونية، يستوجب قراءته على احتمال أنه «بروفة» لما سيحدث فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلتين، فالأرجح أنها ستشهد تعبئة دينية ضخمة تقودها قوى «الإسلام السياسى»، ضد كل التيارات والقوى السياسية التى لا تتفق معها، وهو ما سيؤثر حتما بالسلب على الصف المسيحى، وعلى عموم المشهد السياسى فى مصر، ويدفعنا أيضا إلى تخيل وضع الدكتور العوا الانتخابى فى ظله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة