د. مصطفى النجار

ائتلافات الثورة التى أخرت الثورة

الأحد، 31 يوليو 2011 04:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يكفى أن يكون لديك ثلاثة من الأصدقاء لتعلنوا عن تشكيل ائتلاف للثورة وتختاروا من بينكم منسقا عاما للائتلاف وأمينا عاما ومتحدثا رسميا ومتحدثا إعلاميا، وتكتبوا بيانا ناريا تزايدون فيه على جميع من حولكم وترسلونه إلى وسائل الإعلام التى تتحلى بالمراهقة الإعلامية وتساهم فى زيادة حالة الحمق الثورى، فتنشره لكم وبذلك تصبحون ائتلافا ثوريا جديدا بين عشرات الائتلافات التى لا نراها إلا فى نهاية البيانات الثورية فى خانة التوقيعات كقوى سياسية ورقية لا علاقة لها بالواقع.

نافق الكثيرون كل من ادعى – ولو زورا – الانتماء لشباب الثورة، وسكتوا عن حمقهم ورعونتهم وافتقاد بعضهم الحد الأدنى من اللياقة والمعرفة السياسية والاحترام للأجيال الأكبر وركب على الموجة بعض من كانوا أعضاء بالحزب الوطنى ومن كانوا عملاء لأمن الدولة قبل سقوط الرئيس المخلوع، واختلط الحابل بالنابل، وتراجع شباب الثورة الحقيقيون الذين يعرف الجميع أنهم كانوا شرارة هذه الثورة، تراجع بعضهم تعففا وبعضهم خوفا من التخوين والمزايدات وبعضهم بعد حملات قاسية ومغرضة حاولت اغتيالهم معنويا إما بالاتهام بالعمالة أو الماسونية أو التشكيك فى النوايا الوطنية ذاتها وللأسف من بعض من كانوا رفاقا لهم فى يوم من الأيام.

أسهم الإعلام بشكل كبير فى إبراز هذه الفقاعات، وأيضا أضفى المجلس العسكرى بعض الشرعية على بعض هذه الائتلافات بالجلوس معها وكأنهم ممثلون حقيقيون للثوار رغم أن غالبيتهم مكروهون من الثوار ومن الشعب الذى رآهم يقفزون على الثورة ويتحدثون بكل عنجهية وسطحية عن مطالب الشعب والثورة.

وحين أدرك المجلس العسكرى حقيقة هذه الائتلافات – متأخرا – صنع ملحمة مسرح الجلاء الائتلافية والتى فجر بها كل الائتلافات ولسان حاله يقول لهم أنتم لا شىء ولا تصدقوا أنفسكم، فهناك الكثيرون من أمثالكم الذين يدعون التحدث باسم الثورة واعرفوا أوزانكم الحقيقية.

صدعتنا هذه الفقاعات السياسية ببيانات وإنذارات وسخافات لا مثيل لها، ونصبت نفسها الحامى الأول للثورة، ولكنها بغبائها السياسى وسطحيتها عملت ضد الثورة، حين نجحت فى استعداء الشعب المصرى ضد الثورة والثوار، حين قامت بازدراء الشعب وهو الصانع الحقيقى للثورة، حين وقعت فى أفخاخ نصبت لها بعناية لتشوه صورة الثورة حين حاولت أن تصنع من السراب حقيقة، لم تعمل بين الناس وفى الشارع لتكوين القاعدة الشعبية التى تستطيع أن تمارس ضغطا حقيقيا لتحقيق مطالب الثورة، لم تمض لبناء أطر سياسية حزبية تستطيع بها خوض الانتخابات المقبلة التى سترسم مستقبل مصر، بل اكتفت بتخوين التيارات الأخرى والتقليل من شأنها، صدق بعض هؤلاء الوهم الكبير الذى عاشوا فيه أيام المليونيات الأولى حين كان الشعب المصرى يقرر النزول لعمل مليونية فيقومون هم بإصدار بيان يدعو للمليونية وحين تنجح المليوينة يقولون نحن من دعونا لها، وحين آثر الشعب المصرى الابتعاد عن المشهد ظهر وانكشف الوزن الحقيقى لهؤلاء حين دعوا لمظاهرات ومسيرات لم يشارك بها إلا عشرات الأفراد أو أقل من ذلك.

كتب أحد المواطنين تعليقا على التويتر يوم الجمعة الأخيرة يقول فيه:

أنا مش فاهم إزاى ٣٢ تيار سياسى انسحبوا من الميدان طيب أنا مشفتش الميدان نقص حد خالص يعنى هما مجموعة أسماء وبس فين بقا أتباعهم؟

هذه الحقيقة التى لا بد أن يعترف بها هؤلاء ولابد أن يتوقف الإعلام عن عملقة الأقزام الذين يتم ضرب الثورة بهم اليوم، بانتهاء المليونية الأخيرة حان الوقت لحل كل هذه الائتلافات والكيانات الوهمية وعدم التعامل معها من الإعلام ولا من الناس بمحمل الجد، من يريد أن يبنى هذا الوطن ويصنع التوازن السياسى والفكرى المطلوب عليه أن يعمل بالبناء من خلال مؤسسات حقيقية ويتوقف عن المراهقة السياسية والشبق الإعلامى، لحظات فارقة فى تاريخ الوطن ستشهدها الشهور المقبلة، من أراد استكمال مطالب الثورة فليشرع فورا فى البناء والاستعداد الحقيقى، أما غير ذلك، فلا تلوموا إلا أنفسكم.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الهلالى

كلامك فى المليان!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

fafy

يسلم أيدك

عدد الردود 0

بواسطة:

أخبار صربيا ايه

أخبار صربيا ايه ؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

ريم على

اين انتم ايها الثوار الحقيقيون؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

ريم على

اين انتم ايها الثوار الحقيقيون؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

amr elgamal

مقال ممتاز

عدد الردود 0

بواسطة:

شرف

بسلم قلمك يا مصطفى. ويحيا حزب العدل

يس خلاص

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام بركات

سلمت يداك

عدد الردود 0

بواسطة:

salma

موش هو ده الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/ تامر فؤاد

مقال ممتاز

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة